ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج تـُرهق مزارعنا .. وســـــــــــؤال عن دور هيئاتنا البحثيـّــــــــــة في إيجــــــاد البدائل المحلية للمســــتورد منها

العدد: 9314

18-3-2019

 

تُعد الزراعات المروية من الزراعات التي يعتمد عليها المزارع في الساحل السوري لزيادة دخله وتحسين معيشته ومساعدته في تحقيق حياة كريمة له ولعائلته، وفي السنوات الأخيرة تراجعت تلك الزراعات تراجعاً ملحوظاً لعدة أسباب، منها العوامل الجوية كالصقيع والبرد والرطوبة العالية والتي تسهم في تدمير المحصول، بالإضافة إلى غلاء ثمن المبيدات والأسمدة والبذار الهجينة وغيرها.

شتــــــــــــــــــول
المهندسة الزراعية سوزان شموط حدثتنا عن الطريقة العلمية الصحيحة للحصول على شتول سليمة معافاة فقالت: بداية وقبل الخوض في طريقة إنبات البذار والحصول على شتول سليمة لابد من التأكيد على أن نوعية البذار والتربة ونوعية السماد المستخدم وأكياس التعبئة واليد العاملة ونوعية الأرض والتي تلعب مجتمعة دوراً هاماً في نجاح البذار ولدينا طريقتان لإنبات البذار. أولها: الزراعة المباشرة حيث تعبأ الأكياس وتزرع البذار مباشرة
وأما الطريقة الثانية فهي البدائية حيث تعبأ الأكياس بعد خلط التربة بالسماد العضوي والرمل ثم تسقى الأكياس بعد تعبئتها وتترك حتى نمو العشب فيها حيث ترش بمبيد أعشاب وبعد مرور/15/ يوماً من عملية الرش بمبيد الأعشاب تزرع البذار مباشرة في الأكياس حيث توضع في كل كيس من بذرتين إلى ثلاث بذرات وبعد مرور /15/ يوماً حتى /20/ يوماً تبدأ عملية إنبات البذار في هذا الوقت تعطى أي نوع من المبيدات الفطرية وبعد مرور عشرة أيام أخرى تترك الشتول سليمة وتزال بقية الشتول بحيث تترك شتلة واحدة في كل كيس وتستغرق هذه المرحلة (من الإنبات حتى الزراع من 30 – 40 يوماً) وقبل عملية التشتيل يتوجب على المزارع تجهيز الأرض جيداً لاستقبال الشتول فتتم حراثتها متين وتخطيطها وإضافة السماد الحبيبي لها وفق المعادلة التالية: /NBK/ (فوسفور – آزوت – بوتاس) وفي اليوم التالي تنزل الشتول في الأرض حيث تتم زراعتها حسب الرغبة.

وللزراعة أنــــــــــواع
– زراعة مكشوفة: تبدأ من /15/ نيسان حيث تتم زراعة /1200/ شتلة في الدونم الواحد.
– زراعة الأنفاق الصغيرة: وتتم في الشهر الأول من العام حيث يزرع في كل نفق من /20 -25/ شتلة.
– الزراعة ضمن الصالات: ويبلغ طول كل صالة خمسين متراً يوضع في كل صالة من /600 -700 / شتلة.
وبعد مرور عشرين يوماً من عملية التشتيل سواء كانت الزراعة مكشوفة أو في الأنفاق، أما في الصالات يتم تحريك التربة لتهويتها جيداً، وفي هذه المرحلة يمكن إضافة أيّ نوع من الأسمدة، أما المبيدات الفطرية التي يجب على المزارع استخدامها فتختلف حسب أنواع الشتول المزروعة حيث يتم استخدام مبيدات فطرية وأخرى حشرية من أجل القضاء على أمراض اللفحات المبكرة بأنواعها والبياض الدقيقي، أما بالنسبة للعناكب التي تصيب الشتول فحسب النوع المزروع ولها أنواع متعددة (بروكار – جولي … الخ).
ومع بداية الإنتاج تضاف المغذيات والأسمدة للنبات وذلك حسب نوع المحصول المزروع.
مثلاً: الباذنجان يقطف كل أسبوع مرة واحدة وبما أنّ الثمار مجهدة للشتلة لذلك نفضل تغذيته بعد كلّ قطفة وفق المعادلة التالية (NBK) (فوسفور + بوتاس + آزوت).
أما بالنسبة للمحاصيل القرعية تضاف المغذيات والأسمدة للشتلة بعد كل قطفتين، ويعود موضوع تغذية الشتلة وإضافة السماد لها إلى رغبة المزارع وحالته المادية، فالأسمدة والمغذيات مرتفعة الثمن علماً أنه كلما أضيفت المغذيات والأسمدة للشتلة أو المزروعات في الوقت المناسب كلما كان الإنتاج وفيراً.
ولابد أن نشير هنا إلى بعض المشاكل التي يتعرض لها المزارع سواء في مرحلة إعداد وتهيئة الشتول أو في مرحلة الزراعة المبكرة في شهر كانون في الأنفاق والصالات.
ففي مرحلة إعداد الشتول في المساكب قد تتعرض تلك الشتول لعوامل مناخية أو جوية سيئة كالصقيع أو البرد أو الرطوبة العالية وهذه العوامل بدورها تؤدي إلى تلف الشتول والخسائر تكون مادية ومعنوية للمزارع ويضطر المزارع هنا إلى إعادة الزراعة مرة أخرى ما يزيد التكاليف والأعباء المادية عليه.
أما في مرحلة الزراعة المبكرة في الأنفاق والصالات قد تتعرض المزروعات إلى صقيع مبكر أو متأخر في مرحلة الإنتاج ما يتسبب بأضرار كبيرة مما يتطلب إعادة التهيئة من الصفر وهنا يضطر المزارع بعد الخسارة إلى شراء شتول جاهزة للزرع وهذا يزيد التكلفة المادية على المزارع لتعاد عملية الخدمة على الشتول من البداية.
في هذه المرحلة ونتيجة التعرض للظروف المناخية القاسية يحدث خلخلة في السوق ما يزيد الطلب على الخضراوات التي تعرضت للضرر والتلف ويقل العرض وهذا يساهم في الارتفاع الجنوني لأسعار الخضراوات ويعود بالضرر على المواطن المسكين.

أوجاع محصول البطاطا
وتابعت المهندسة سوزان شموط: إنتاج محصول البطاطا ضعيف بالنسبة لكمية البذار المستوردة من الخارج وهذا يؤدي إلى زيادة التكلفة على المزارع ثلاثة أضعاف لذلك وحتى نحمي المزارع يفضل عدم استيراد بذار البطاطا من الخارج كي يتم تعويض فرق سعر البذار التي تم شراؤها من قبل المزارع بالإضافة إلى إلغاء استيراد محصول البطاطا في فترات الإنتاج المحلي لهذه المادة.
كما التقت جريدة الوحدة مع المزارع محمد إبراهيم حيث قال: لديّ مشتل زراعيّ مكشوف حيث نقوم بتجهيز وإعداد المشتل من بداية شهر كانون فنبدأ بالزراعة في شهري آذار ونيسان لتكون الشتول جاهزة للزراعة في الأرض في شهري أيار وحزيران ولدينا في المشتل جميع أنواع الشتول: (فليفلة – بندورة – خيار – لوبياء – بامياء).
بالنسبة لمعاناتنا كمزارعين فنحن نعاني من غلاء أسعار البذار الهجينة وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية والفطرية بالإضافة إلى العوامل الجوية كالصقيع والبرد والرطوبة العالية وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى تلف المحصول أو الشتول مسببة خسائر فادحة للمزارع ما ينعكس على السوق المحلي والمواطن وزيادة الأسعار.
المزارع هادي غانم: نحن كمزارعين نعاني من ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة وغلاء البذار الهجينة فالمزارع يتكلف أعباءً مادية كبيرة ابتداءً من زراعة البذرة حتى القطفة الأولى حيث تعادل التكلفة (500000) ليرة سورية وتشمل طبعاً عمليات السقي والعزاقة ورش المبيدات والأسمدة وغيرها من عمليات الخدمة المطلوبة مثلاً بذرة الكوسا الواحدة يبلغ سعرها (27) ل0س وسعر رش الأدوية (25) ل0س وسعر الكيس مع التعبئة (25) ل0س، فما بالك بمجموع الغراس؟
لمـــــــــــــاذا؟
لماذا نقوم باستيراد البذار الهجينة من الخارج؟
لماذا لا تقوم وزارة الزراعة بإنتاج محلي للبذار الهجينة تحت إشراف مهندسين زراعيين مختصين ذوو خبرة وكفاءة عالية؟
ألا يسهم إنتاج البذار الهجينة محلياً في توفير تكاليف الاستيراد؟
ألا يعود ذلك بالفائدة على المزارع؟
ألا تكون البذار ذات نوعية مضمونة وجيدة وتناسب المناخ والأمراض السائدة في بلدنا؟
ألا يساعد إنتاج البذار محلياً في تشغيل اليد العاملة؟
وأخيراً ألا يساهم ذلك بشكل أو بآخر في تخفيض أسعار الخضار في فترات لاحقة.

ربا صقر- حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار