الوحدة: 19-10-2021
لطالما كان تمازج الخبرات في أي عمل يتم الإقدام عليه يعطي نتاجاً إبداعياً يستحق الوقوف عنده مطولاً للحديث عن جوانبه الخلاّقة التي تختزل هذه الخبرات والتجارب الناجحة التي استطاعت النهوض بهذا الإبداع والوصول به إلى غاياته المنشودة..
وكتاب (عصافير كورونا) عملٌ اجتمعت فيه هذه الخبرات المتنوعة الأدبية والتربوية والفنية ليشكل جانباً إبداعياً في فضاء الطفولة..
خبرة الأديبة المبدعة كنينة دياب التي أثبتت من خلال مجموعاتها القصصية الموجهة للأطفال جدارتها في التعامل مع عالم الطفولة بمهارة وخبرة عالية وبتأكيد على مقومات القصة الطفلية بأسلوب يتناسب مع خيال الطفل بعرض جميل وجذاب يشد انتباهه, ويرسل له رسائل تربوية متنوعة، وكذلك خبرة الاختصاصية في التعليم المبكر عبير عمران، مديرة مركز (بيت للتعليم المبكر وأنشطة الأطفال) التي تشكل حالة عطاء دائم للطفولة واحتياجاتها فقد قدمت، وما تزال، الخبرة والمساعدة لكثير من النشاطات الطفلية في العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية التي أعطت لأطفالنا الفائدة الترفيهية والتعليمية معاً وتتمتع بروح الموهبة والعطاء والقدرة على التعامل الصحيح مع الأطفال، وأيضاً خبرة الفنانة التشكيلية لينا نداف، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة وزارة الثقافة لجائزة ممتاز البحرة لفن اللوحة الموجَّهة للطفل، وهي فنانة مبدعة في العطاء اللامحدود لعالم الطفولة و تزين فضاءاته بكثير من الألوان بطريقة تفاعلية جذابة تحمل بين طياتها أساليب عميقة للتعبير واستثمار كل المهارات للوصول إلى الغاية المرجوة.
حول كتاب (عصافير كورونا) وحفل توقيعه، كان لجريدة الوحدة اللقاء الآتي مع مديرة المركز الاختصاصية عبير عمران حيث قالت: في جوّ من الدفء والألفة تم توقيع كتاب (عصافير كورونا) في مركز بيت للتعليم المبكر وأنشطة الأطفال.. وعصافير كورونا هو كتاب يتضمن العديد من القصص بأقلام الأطفال ورسوماتهم نتاج ورشات عمل للكتابة والرسم تمت خلال فترة الحجر الصحي – وبعدها – مع اتخاذ الإجراءات الوقائية.
ففي الوقت الذي امتلأ فيه العالم بالرعب، استطاع أطفالنا أن يزينوا أوقاتهم بالعمل والكتابة والرسم.
وحول عملية الإشراف الأدبي والفني على الكتاب قالت: ورشات الكتابة تمت بإشراف الأديبة كنينة دياب وورشات الرسم المرافقة كانت بإشراف الفنانة لينا نداف والتنسيق العام لمركز بيت للتعليم المبكر وأنشطة الأطفال، أما تصميم الكتاب فكان للفنان بطرس صايغ ولوحة الغلاف للطفلة فاطمة عامر، وعن المشاركين بالكتاب ومضمونه القصصي والفني، قالت: القصص والرسومات هي بأقلام الأدباء الصغار الذين أثبتوا أن طفلنا السوري هو منتج مبدع بالرغم من أصوات الحرب المجنونة واستغاثات العالم من الوباء وهم حسب التسلسل الأبجدي: آلاء حسين الأطرش، آية أديب بركات، ألما علاء عثمان، تيم فراس ساتيك، سام حسام حسن، سيلينا حسام الكردي، شام سليم الدمني، زينة مازن صارم، زين خلدون الحداد، زين العابدين ميلاد غفر، فاطمة عامر تن، ليا مازن صارم، مالك فراس ساتيك، هشام سامي بدر. وتم اختتام الحفل بعزف موسيقي للأطفال منير جامع، ذوالفقار جامع، سام جامع. وأنا أتقدم بالشكر والحب لأطفالنا المبدعين رغم الحرب وكل الود للكاتبة كنينة دياب (أيقونة التعليم المفتوح) وللفنانة المبدعة لينا نداف التي لم يثنها النزوح عن الإبداع وزادها إشراقاً في الفن والعطاء، ونحن في مركز بيت (المشروع الوليد من رحم الحرب) نشعر بكثير من الرضى لرؤية الفرحة على وجوه أطفالنا وأقدم الشكر لكل أسرة أتاحت لنا فرصة المشاركة في ذكريات أطفالها.
بقي للقول: إن لحظات الإبداع تتجلى بأحلى صورها عند من يملكون روح العطاء ويتوجهون بكل حواسهم لتوظيف هذا الإطار في فضاء الطفولة كي تبقى سبيلاً للفرح في عالمنا وبذلك نكون قد حققنا الجانب المرجو من مهامنا المتمثلة في الحرص والسعي الدائم لتفريغ طاقات أطفالنا في أمور إيجابية ومثمرة.
فدوى مقوص