زيت وزيتون بـ (قروض)!

الوحدة 6-10-2021

لم يعد يقوى ذاك المسكين الذي هو من ذوي الدخل المحدود على تحمل مشقات الحياة ومطباتها وتأمين مؤونة البيت من الزيتون والزيت، وكاد عنده أن يصبح من الكماليات، ودخل في بند التصفيات بلا رهان، وبات يفكر هل من بديل أو مخرج غير البنك والقروض, فـ (بدون الزيت) قد وصل إلى 250000 ليرة كما ينادى اليوم الكيلو ب15ألف ليرة وتزيد حتى وصل إلى 17ألف ليرة , وما فوق طاقة استيعاب ثلاثة رواتب متتالية وبضربة قاضية تقصم الظهر.

أبو سامر، موظف بمؤسسة العمران، أكد أنه يعمل بالتبليط مع جاره ليؤمن لقمة العيش, وليس لديه أراض وأملاك غير البيت الذي يسكنه، والحمد لله أنه ليس بالآجار, حيث قال: كنا نشتري مؤونة البيت من الزيتون والزيت بكل سهولة من الراتب ولم نحسب حساباً لهذه الأيام، ولم نكن نشتري زيوت القلي المطروحة بالسوق، والتي لا نعلم مصدرها وصناعتها, وهي اليوم في ارتفاع بلا توقف عند رقم أو قياس، وهذه لعبة تجار، ويدعون في ذلك أنها تكاليف الاستيراد والشحن والبنزين وهي معروفة أنها من المعونات, لهذا لا عتب على ارتفاع سعر زيت الزيتون الذي يحتاج لتكلفة عالية في زراعته وحراثته والأسمدة والرش بالمبيدات وغيرها الكثير, لكن ماذا نفعل، لا يمكن الاستغناء عن الزيت في الطبخ, لهذا لم يعد لدي حل وأفكر أن أسحب قرضاً أو سلفة على الراتب لأجل بدون زيت زيتون ولا يكفي أهل بيتي المكون من أربعة أولاد ووالدتهم, لكن زوجتي مدبرة ويمكنها أن تتحايل عليه وكان الله في عونها.

سعاد حسن، ممرضة، تقول إنها جربت كل أنواع الزيوت المطروحة بالسوق من بروتينا والزهرة والخير وسولينا وغيرها وهذا أفضل وذاك وكلها رديئة برأيها ولا يعلو على زيت الزيتون لكن ليس باليد حيلة لا مفر من شراء زيت الزيتون عندها وخاصة أن لديها ولدين صغيرين في الصف الأول والثاني ويطلبان سندويشة الزعتر التي لا يمكن أن تكون بغير زيت الزيتون ولو كلفها ذلك الراتب لمدة أربعة أشهر.

أم نادر، ربة بيت  تقول: الله يرحم أيام زمان عندما كان أهل قريتي ينشدون للضيف عند استقباله وأضحك في نفسي كلما تذكرت الأمر (ها وضيوفنا كلوا ولا تغصوا ها وشفافكن من الزيت هيك ببصو) فهل من الممكن أن تلمع أو تبص شفاه ضيوفنا وقد جف زادنا وأصبح معظمه مسلوقاً؟ وليس من الغريب أن تكون أجسادنا ضعيفة ومريضة (كول خبز وزيت وناطح الحيط) هذا من المحال مع رغيفي خبز بلا زيت, لنعاني السكري والضغط والبؤس وقلة الحيلة ونختصر في كثير من الضروريات لأجل تكاليف المعيشة والحياة ونغص بها, فما بالك بالزيت والزيتون الذي وصل لمئات الآلاف وقد كنا نخزنه بالأرطال والخابيات والبيدونات واليوم أصبح في قنينة وبالتنقيط.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار