الوحدة : 3-9-2021
أيام قليلة وستفتح المدارس أبوابها لاستقبال الطلاب، منهم من يُقبل على الدراسة بحب وشغف، ومنهم من يعيش أحاسيس واضطرابات تُخلق في نفوسهم نتيجة لمواقف سابقة أو مخاوف زرعت في مخيلته.
السيدة ربا سعد: في كل عام ومع بداية افتتاح المدارس أعيش مع أولادي الخوف والقلق والتوتر، وهذا الشعور ترافق مع أولادي، ولم أجد مبرراً لهذه الحالة وبعد عناء شديد اعتدت على ذلك، وأصبحت بارعة في ابتكار الأساليب لمساعدتهم لتخطي هذه الفترة التي تنتهي بعد بدء الدراسة، وتأقلمهم مع زملائهم، وللمدرسين دور كبير في استقبالهم، وإيصال فكرة بأن الهدف منها التربية والتعليم، وهي الطريق الوحيد للوصول إلى قمة الطموح وتحقيق الأحلام، العملية التربوية مهمة صعبة جداً، أجواء ووجوه متجددة، ويجب التعامل بحذر، والسعي إلى جذب هؤلاء الطلاب، وجعلهم يتمسكون بالمدرسة، ولكل دوره ابتداءً من الأهل مروراً بالطالب وصولاً إلى المدرسة من أجل الحصول على نتائج مميزة ترضي الجميع.
بعض الأهالي يزرعون في عقول أطفالهم بأن المدرسة والمدرسين مصدر خوف، هذا ما قالته المدرسة سميحة، وأضافت: يأتي الأطفال إلى المدرسة وفي عيونهم خوف وحذر شديد من الاقتراب من المدرسين أو الدخول إلى الصف وأحياناُ البكاء المستمر لدرجة أنهم لا يستطيعون الإجابة عند سؤالنا عن أسمائهم، وبالطبع هذا نتيجة الطريقة الخاطئة التي يتعامل بها الأهل مع أطفالهم في فترة الصيف وتخويفهم وتهديدهم الدائم فتصبح لديهم عقدة من المدرسة والكادر التدريسي بدلاً من تعليمهم بأن المدرسة هي البيت الثاني، وسوف يقضون فيه فترة طويلة برفقة إخوتهم وزملائهم، وأن المدرسة هي الأم البديلة، وستعمل على مساعدتهم، وتأمين متطلباتهم، وهي من ستنير لهم عقولهم ومستقبلهم، وتشجيعهم ودعمهم ومشاركتهم في اختيار مستلزمات المدرسة، ومرافقتهم إن لزم الأمر أول يوم، وانتظارهم للعودة، وتركهم مع زملائهم ومراقبتهم عن بعد من أجل التعارف والمشاركة بالأحاديث ورؤية الكتب واللباس الجديد.
رزان، صيدلانية قالت: المدرسة كالشمس تضيء الحياة، وتنير دروب المستقبل، هذا ما يتوجب علينا أن نزرعه في عقول أطفالنا وطلابنا، وللأهل دور كبير في حياة وتربية أطفالهم وتعلمهم على حب الدراسة والمدرسة، ولكن ألاحظ في بداية كل عام دراسي حالات عرضية تصيب الأطفال كارتفاع الحرارة وآلام في البطن والمعدة، ويضطر الأهل للاستعانة بالطبيب أو بعض المسكنات وخافضات الحرارة علماً أنها حالات طبيعية وليست مرضية تنتهي بمجرد تفهم الطلاب بأن المدرسة شيء مهم وضروري، ولا بد من الذهاب إليها، يتوجب على الأهل قبل بدء العام الدراسي رسم صورة جميلة للمدرسة في مخيلة الطفل وتحبيبه بالمدرسة وتهيئته لهذه الحياة الجديدة ومساعدتهم في تحضير الحقائب وتحفيزهم على أن المدرسة ستساعدهم في تنمية مهارتهم وتقوية نشاطاتهم، فالطالب منظومة إنسانية يجب التعامل معه بدقة والابتعاد عن كل ما يسبب الإزعاج وخلق العقد النفسية من أجل دخولهم إلى مدارسه بكل طاقة وحيوية.
السيدة سهام: قبل افتتاح المدارس أجواء وغيمات التوتر والعصبية تسيطر على العائلة وليس الأطفال فقط ، ويتجلى هذا التوتر في صعوبة تأمين مستلزمات المدرسة وكذلك تعويد الأطفال على نظام المدرسة، واختيار ما يتناسب طرداً مع الدخل المادي بما يرضي الأطفال أسوةً بباقي زملائهم.
معينة أحمد جرعة