كيف يتشخص واقع الأسعار لمستلزمات العام الدراسي والمؤونة المنزلية؟

الوحدة 1-9-2021

قد يكون الحديث عن اقتراب العام الدراسي ومؤونة الشتاء في هذه الأيام يشغل حيزاً كبيراً للأهل، ويشكل قيمة مادية ضخمة مقارنة بقضايا أخرى، فهناك أمران يجتمعان دوماً: افتتاح المدارس وتخزين المؤونة الخاصة لفصل الشتاء، والمبالغ الطائلة التي عليهم دفعها لقاء تأمين مستلزمات العام الدراسي التي تتدرج من الحذاء والبدلة والحقيبة والدفتر والأقلام، أما فيما يتعلق بأمور المؤونة، فيتحدثون بإسهاب عن الزيت والمكدوس والباذنجان و… وكثير من الأحاديث التي لا تنتهي.
ففي هذه الأيام شهدت مستلزمات المدارس ارتفاعاً ملحوظاً بالأسعار، ما شكل عبئاً مادياً ثقيلاً على مختلف الأسر لاسيما ذوي الدخل المحدود، ونتيجة متابعتنا لحركة الأسواق استطعنا قدر الإمكان الإلمام بكافة المفردات المحيطة بالسوق من خلال جولة قبيل افتتاح المدارس، وللنظرة الأولى لاحظنا حركة خجولة وإقبالاً ضعيفاً من الأهالي مقارنة بالسنوات الماضية، كما أن الأسعار تدل على ارتفاع المواد الأساسية للمدارس، إضافة للمؤونة التي أصبحت تشكل عبئاً على المواطن، وأمام هذا الواقع لا تزال الأسواق تشهد ارتفاعاً في الأسعار يوماً بعد يوم، ولا نلاحظ أي معادلة للانخفاض.

حاولنا أخذ آراء بعض الأشخاص ضمن السوق حيث التقينا سعيد يونس الذي رأيناه منهكاً باختيار قرطاسية لأبنائه حيث قال:
اليوم مع بداية العام الدراسي لا بد لنا من تلبية متطلبات أبنائنا من بدلات وحقائب، وكذلك مؤونة الشتاء, ونحن كمستهلكين نقوم بشراء هذه المواد ضمن الإمكانيات المتوفرة، وأمام هذا الارتفاع بتنا نشتكي أمام محدودية دخلنا، وقد أظهر من جهة أخرى عجز الجهات المعنية عن إيقاف ارتفاع الأسعار لكثير من المواد والسلع وخاصة في هذا الشهر الهام.
وبدورها قالت أم حسام: إن عدد أولادي أربعة وجميعهم في المدارس ومتطلباتهم أثقلت كاهل الأسرة لا سيما فيما يتعلق بالألبسة المدرسية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، ونحن موظفون والراتب الشهري لا يكفي تأمين ولد واحد فما بالك أربعة أولاد دفعة واحدة، وهذه الأيام لا توجد أي مكتبة أو بائع يفتح (حساب) أي يقوم بالدين، كما كان يحصل سابقاً، ويعزو ذلك لأن البائع يدفع (كاش) للتاجر قبل أن تصل البضاعة، واليوم الراتب لا يسد جزءاً من أسعار الحاجات الأساسية المعيشة، وأيضاً اليوم لا نقوم بتعبئة المؤونة الشتوية كون غالبية أسعار السلع والمواد مرتفعة جداً، لذلك الغالبية عزفت عن تموينها عدا بعض المنتجات الضرورية منها.
وكأن الأسعار مع بداية افتتاح المدارس وشهر المؤونة تقف في وجه النشرات التي تصدرها الجهات المعنية، وهذا ما أكده لنا أحد الباعة، كما أن الأسعار بالأساس حمل ثقيل على الأسر، بسبب تراجع الحركة التجارية وقلة السيولة المالية لدى العائلات، وهذا لم يحد من الحركة بشكل مباشر كون الأهل مضطرين لشراء المستلزمات المدرسية، وأكد بأن سبب ارتفاع الأسعار مصدره من التاجر المنتج أو المصدر الرئيسي، لذلك أرجح ارتفاع الأسعار إلى استغلال تجار المصدر للأحوال الاقتصادية والدليل تذبذب الأسعار الكبير.

ولمعرفة هل من خطط حول كيفية مراقبة الأسواق في الوقت الحالي بالتزامن مع موسم المؤونة وافتتاح المدارس أفاد المهندس أحمد زاهر رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك:
هناك بالتأكيد خطط وبرامج عمل لدينا حسب طبيعة الفترة والمرحلة، ففي مرحلة المؤونة وافتتاح المدارس عملنا يومي ومستمر على مدار الساعة، ونقوم بمراقبة كافة الفعاليات وفي المناسبات نولي أهمية أكبر لمراقبة المواد التي يكثر التعامل معها تبعاً لهذه المناسبة أو تلك، ونعمد إلى مراقبة المواد الغذائية التي تدخل في مكونات مواد المؤونة بشكل دقيق، كما نهتم في مراقبة اللوازم المدرسية بكافة مسمياتها (كتب، أقلام، حقائب، ألبسة مدرسية… إلخ) نظراً لاقتراب بدء العام الدراسي، ونوجه دوريات في كافة أرجاء المدينة لمراقبة مختلف الفعاليات وأنشطتها وقمعها بالطرق القانونية حيث نقوم بالكشف على مستودع المستوردين وتجار الجملة والمعامل للتأكد من عدم وجود احتكار للمادة، والتأكد من تداول الفواتير النظامية لدى مختلف الحلقات التجارية، والتأكد من تنظيم بيانات كلفة للمواد التي مازالت خاضعة للتسعير، والالتزام بالسعر المحدد والمعلن والإعلان عن الأسعار، والتأكد من وجود مواصفة للسلعة المعروضة وضرورة مطابقتها للمواصفة القياسية السورية المعتمدة وأداء الخدمات بالشكل المحدد.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار