رقــم العــدد 9312
14 آذار 2019
انتشرت موضة الأجسام المشدودة ذات العضلات المفتولة كثيراً في وقتنا الحالي، فاتجه الشبان للنوادي الرياضية للحصول على هذا النوع من الأجسام، لكن بعض الشبان اختاروا الطريق الأسهل ألا وهو حقن العضلات بالإبر البروتينية والهرمونية كما واستغلت بعض النوادي هذا الأمر كونه يعد مصدر ربح كبير لهم، وعملوا على استقطاب الشبان وبيعهم مثل هذه المواد الهرمونية مع معرفتهم التامة لمضارها المستقبلية ولإدمان الشبان عليها إذا جربوها أول مرة، فعندما يحقن المتدرب عضلاته بهذا النوع من البروتين أو الهرمون وحتى السليكون يصبح مظهرها أجمل في بداية الأمر لذلك يقوم بالحقن كلما دعت الحالة وقد تتحول إلى هوس في النهاية فيزيد من كمية الحقن وهنا تكون الكارثة. من ناحية أخرى هناك أنواع من هذه المواد تُباع في الصيدليات لأغراض علاجية ولكن الشبان يشترونها ويستخدمونها لتكبير العضلات، لذلك يجب أن لا تُباع إلا بوصفات طبية، فهل يلتزم الصيادلة بالوصفات؟! والسؤال الأهم من أين يحصل النادي على المواد الهرمونية أو البروتينية؟ وأين الرقابة على النوادي والصيدليات؟
نقابة الصيادلة ودورها في مراقبة الصيدليات
حول هذا الموضوع التقينا نقيب الصيادلة في اللاذقية د. محمود الشبار حيث قال: إن نقابة الصيادلة تقوم بمحاسبة كل الصيدليات المرخصة من قبلها والتي تبيع مواد حقن هرمونية وبروتينية مضرة، أما النوادي الرياضية فهناك جهة خاصة تقوم بمراقبتها وهذه الجهة هي الجهة التي منحتها الترخيص وليس لنقابة الصيادلة علاقة بالأدوية التي تُباع فيها وأضاف الشبار: هناك لجان شؤون الصيدليات ولجان 29/ت بالتعاون مع مديرية الصحة تقوم بزيارات دورية على الصيددليات والمشافي ومراقبتها وفي حال لحظ أي دواء غير نظامي تقوم بالتفتيش وإجراء ضبط إضافة لمصادرة الأدوية وهناك ضبوط مسجلة لصيدليات ومشافٍ تبيع أدوية ممنوعة غير نظامية ويحال بموجب الضبط الصيدلي لمجلس تأديبي يترأسه قاضٍ من وزارة العدل يأخذ عقوبة إما إغلاق الصيدلية أو غرامة مالية مع مصادرة الأدوية لصالح مديرية الصحة ويتم تحويلها للوزارة ونوه الشبار أن جميع الأدوية الهرمونية تباع في الصيدليات بوصفة طبية كحالات مرضية أما من يقوم ببيعها بدون وصفة يعاقب والمواد الهرمونية التي تستخدم لتكبير العضلات لا يرخص لها فهي مواد سامة تدمر أجسام الشباب وأي شكوى أو تلاعب من قبل صيدلية قد يسجن الصيدلاني وتغلق الصيدلية.
مواد مالئة للعضلات في النوادي وموقف الاتحاد الرياضي
كما والتقينا السيد علاء ماوردي من الاتحاد الرياضي في اللاذقية فقال: في حال ثبوت أي حالة من حالات بيع مواد ممنوعة في النوادي (حقن هرمونية أو أنواع حبوب) يتصرف الاتحاد بشكل قانوني أي يلغي ترخيص النادي وخاصة بموجب شكوى من قبل متدربين على النادي، ولكن المشكلة أن هذه المواد لا تُباع بالعلن فلا تعرض في النوادي، لذلك لا يمكن الكشف عنها إلا بشكوى، وهذا يشكل مشكلة في مراقبة النوادي وأضاف ماوردي: هناك لجان مختصة لمراقبة النوادي وتسجيل مخالفات وضبوط، لأن انتشار هكذا نوع من الحقن والحبوب أمر خطير جداً فهي ضارة للجسم وكثير من الشبان لا يعرفون مدى خطرها، لذلك وجب تدخل سلطات معنية وإجراء تحقيق حول هذه المواد (مصدرها- مكان بيعها- المروجون لها) كما نوه ماوردي أن الاتحاد وحده غير قادر على ضبط هذه الظاهرة وإغلاق النوادي وإنما يخاطب جهات معنية عن طريق فرع الحزب أنه قد تم لحظ حالة بيع مواد ممنوعة في النوادي بدوره يخاطب جهات مختصة وقد تتدخل جهات قضائية وفي حال وجود شكوى ولاعب متضرر يلاحق المسبب قضائياً.
في النوادي
وقامت صحيفة الوحدة بجولة في النوادي الرياضية والتقينا المدرب عمار مصطفى الذي تحدث عن المواد المالئة وخطرها على أجسام الشباب فقال: إن حقن العضلات بمواد مالئة أمر مضرّ جداً فهذه المواد لا يمكن التخلص منها إلا بعمل جراحي وتسبب أمراضاً كثيرة وتقسم الهرمونات إلى نوعين هرمونات بشرية كالتستوسيروم والنوع الثاني حيواني والاثنان مضران جداً وهذه المواد تعطى كحالات علاجية لبعض الأمراض ولكن للأسف يقوم ضعاف النفوس باستخدامها من أجل الترويج لأنديتهم بعد اللعب في عقول المتدربين للاستفادة المادية لأن كورس الهرمون يتألف من أكثر من نوع قد يصل لثلاثة أو أربعة أنواع وتصل كلفته لحوالي 200 ألف ليرة وأكثر وهناك إبرة هرمون تسترسيروم يتراوح سعرها من 500 لـ3000 بحسب جودتها ويتم الحصول على هذه المواد من تجار السوق السوداء أحياناً.
المضار التي تسببها هذه المواد
عند دخول هذه المواد الجسم تقوم بمنع الغدد من إفراز مادة التستوسيروم الطبيعي في الجسم وهي الهرمون الذكري بسبب حصول الجسم عليها من مصدر خارجي مما يؤثر مستقبلاً على الحيوانات المنوية للذكر من حيث العدد والأشكال الشاذة والهرمون الذكري بشكل عام للعضلات يقوم بإعادة استشفاء العضلة بشكل أسرع أي تكاثر لا عشوائي للخلايا وهذا ما يصيب المتعاطي بالسرطان أحياناً.
طريقة أخذ الهرمون
بعد مرور 45 يوماً من حقن الهرمون يتغير جسم اللاعب بشكل سريع مما يؤثر على نفسيته إيجاباً وعلى نشاطه فلا يستطيع اللاعب معاودة اللعب إلا إذا تعاطى الهرمون ويؤخذ الهرمون بشكل موضعي أو عام لكافة الجسم وقد يأخذه إما عن طريق المدرب أو الصيدلي عن طريق الفم أو الدم والاثنان يشكلان خطراً كبيراً يؤثر على الكبد والكلى، وقد تتطور حالة المتدرب فيطلب السيليكون والسيليكون من أخطر الأنواع لأن المتدرب يصبح مشوهاً ولا تتم إزالته إلا بعمل جراحي للعضلة فعند فتح العضلة يظهر تقيح داخلها ومع العمر تضعف العضلة وتضمر ويصبح مظهرها بشعاً للغاية.
واختتم المدرب ديب أنه على الشباب أن يحافظوا على أجسامهم ويكتفوا بالرياضة وحدها لبناء عضلاتهم وأخذ مكملات غذائية علماً أن المكملات الغذائية التي تُباع في النوادي غير مضرة أبداً وتختلف عن المواد الهرمونية وأي مدرب ينصح المتدرب بتناولها بعد التدريب وجميع المدربين لديهم دراية بمخاطر الحقن ولكن بعضهم ضعاف نفوس يقتلون مستقبل الشباب من أجل الفائدة المادية.
كما والتقينا المدربة بشرى نزيهة فقالت: بعض الشبان يفتقر للوعي اليوم ويتجهون لاستخدام أساليب سهلة لتضخيم عضلاتهم بشكل أسرع فقد يحتاج المتدرب فترة طويلة بناء جسم عضلي مشدود فيختصرها بحقن إبر الهرمون أو البروتين وحتى السيليكون يفرح بها في بداية الأمر ولكن حين يحاول التخلص منها لا يستطيع إلا بعمل جراحي وهكذا تتشوه العضلة عدا عن ذلك فهذه المواد تهدد جسم المتدرب لأن 50% منها تستقر في العضلة أما الباقي فينتشر في جسمه مما يضعف مناعته ويُصاب بأمراض كثيرة ومع العمر يصبح شكل العضلة سيء جداً فهذه المواد بحاجة لرياضة الحديد معها مجرد أن يترك المتدرب الحديد يتهدل جسمه وتأخذ العضلة شكلاً بشعاً جداً فبناء العضل بشكل طبيعي وإن أخذ وقتاً طويلاً أفضل بكثير من هذه الإبر وأضافت نزيهه أنه يوجد نوعان من الأجسام أجسام تستجيب فوراً للتمرين وأجسام تحتاج وقتاً أطول مشيرة إلى أن البروتين وخاصة الطبيعي منه (اللحوم- الأسماك- البيض وغيرها) هو المادة الأساسية في بناء العضلات ومهمة جداً بعد كل تمرين ووضع نظام غذائي للتخلص من السمنة والدهون الزائدة أيضاً أمر مهم خاصة أنه يوجد أطباء كثر مختصون بنحت الجسم من خلال النظام الغذائي لذلك على المتدرب أن يسير خطوة خطوة وألا يستعجل بالحصول على العضلات فيندم في النهاية وعلى الجهات المعنية مراقبة النوادي في حال ملاحظة أي حالة من هذا النوع التحقيق للوصول للجهة الممولة لهذه المواد ومن يعمل بها.
رأي الشارع بالنوادي الرياضية ومضار الحقن
* السيدة أم حسام قالت: إن انتشار النوادي الرياضية أمر حضاري وجيد لجميع الناس ولكن تغرير الشباب بمواد الحقن للحصول على عضلات وأجسام مشدودة بوقت قصير أمر خطير جداً يجب مراقبته لأن أولادنا وخاصة المراهقين منهم ينجرون وراء هذه الأمور خاصة أن قام المدرب بتجميل وتحسين صورة الأبر الهرمونية وأنها غير مضرة وما إلى ذلك، لذلك يجب محاسبة كل من يتعامل بهذه المواد.
* السيد ماجد سليمان: سجلت في إحدى النوادي لفترة فتم عرض مواد مالئة علي بأسعار منها مقبولة ومنها غالي الثمن ولكن لم أتقبل هكذا أمر لأني على دراية بمخاطره وأغلب النوادي اليوم تعرض على المتدربين هكذا مواد ولكن في السر يتم جس النبض عند المتدرب بعدها يتم إقناعه بحقن أو أخذ حبوب لتكبير العضلة وفي الحقيقة هذه المواد تهدد صحة الشباب ونشاطهم مستقبلاً.
السيد علي حكيم قال: إن انتشار ظاهرة نفخ العضلات أمر سيء جداً فأصبحنا نميّز بين الجسم الرياضي فعلاً وبين الجسم المحقون وأنا استغرب ألا يلحظ الشاب الذي حقن نفسه بهذه المواد أن جسمه فيه غلط وأن عضلاته منفوخة بشكل مبالغ فيه وهل هذا الشاب على معرفة بخطورة هذه المواد التي دخلت جسمه، لذلك يجب متابعة هذا الموضوع والحد من انتشاره وبالمناسبة الشبان لم يختلفوا كثيراً عن الفتيات هذه الأيام فالفتيات تحقن وجهها لتتجمل والشاب يحقن عضلاته فالخطورة على الجميع.
السيد وارف المحمد فقال: أتدرب في نادي وأرى يومياً عدة شبان من مظهرهم واضح الحقن ،صحيح أن أجسامهم تكون ملفتة وجميلة طبعاً وهذا ما يجعل غيرهم يقلدهم ولكن لا يعرفون ماذا سيحصل بأجسامهم مع تقدم العمر فهذه المواد بحاجة لتجديد كل فترة فتصبح مثل المخدرات لا يستطيع المتدرب تخيل نفسه بدونها.
بتول حبيب