الوحدة :25-8-2021
عند الحديث عن محاربة السوق السوداء، يتجاهل المفكرون أن هذه السوق تنشأ بسبب نقص المواد المتداولة فيها، فمن لا يجد المادة عند مصدرها الأساسي، سيبحث عن سوق سوداء للحصول عليها، سيما أن المسألة قد تكون لتأمين لقمة العيش، وتحريك عجلة إنتاج متعثرة.
على سبيل المثال.. لماذا خلت نشرات سادكوب في اللاذقية من طلبات المازوت (المؤتمت) المخصص لسيارات النقل؟ هل تعلمون أن آخر طلب مخصص لهذه الفئة من المركبات كان في العاشر من آب الجاري، أي قبل أسبوعين من الآن؟.
هذه المركبات من أين ستحصل على وقودها لمتابعة العمل؟، ألن تبحث عن سوق سوداء لتسيير أمورها؟، وبكم سيصبح سعر ليتر المازوت (الأسود) بعد خنقه من قبل المصدر النظامي؟.
عندما نسمع إجابات شافية عن هذه التساؤلات، يكون أصحاب السرافيس قد باعوا مخصصاتهم لهذه المركبات، وأشعلوا السوق السوداء، وامتُهنت كرامة مواطن مسكين على أرصفة كراجات الانطلاق.
التنظير، وتجارة الكلام ،ليس عليهما (جمرك)، ومن لديه نية للعمل، لن يعجزه الحصار، ولن يؤثر عليه ألف قيصر… ببساطة.
غيث حسن