الوحدة 23-8-2021
لا شك أن مادة العسل بالغة الأهمية من حيث فوائدها المتنوعة والتي تناول الحديث عنها عدد كبير من المختصين وفي أغلب المجالات، سواء العلمية أو الفقهية والروحية، حيث أثبتت دراسات عدة قيمة هذه المادة ونتائجها المبهرة في علاج الأمراض الجسدية والنفسية بعد المداومة على تناولها لما فيها من أسرار وفوائد عظيمة تم هيكلتها بقدرة الخالق جل جلاله،
إلا أن ضرورة وجود هذه المادة في حياة الأشخاص جميعاً دون استثناء وصعوبة شرائها والمداومة عليها بسبب ارتفاع أسعارها وخاصة في ظل الظروف الحالية وغلاء المعيشة،
وجه أنظارنا للحديث عن هذه المعادلة ليرد على استفساراتنا بما يخص هذا الموضوع د.عبد الله حاطوم الإختصاصي في [ كلية الهندسة الزراعية جامعةتشرين ودكتوراه في العلوم الزراعية وتربية النحل من المعهد العالي للطب البيطري بلغاريا ١٩٨٢ ورئيس لجنة مربي النحل في غرفة زراعة اللاذقية ] :
العسل مادة حيوية تحتوي على كافة الفوائد الغذائية للجسم والتي تساعده في مقاومة البكتيريا والالتهابات وأمراض الكبد وفقر الدم وحالات الضعف العام وأمراض القلب، كما يخفف العسل من السعال، ويفيد في ترميم الجروح والحروق ويعالج الأمراض العصبية و أمراض عدة
و أضاف د. حاطوم :
تنوع الغطاء النباتي في سورية يتيح للنحالين إنتاج أنواع عديدة من العسل، فهناك عسل أزهار الحمضيات والشوكيات وحبة البركة و اليانسون والشمرة والطيون وغيره ….الخ
ولكل نوع لونه ومذاقه، وإنتاج هذه الأنواع تكون بين فصلي الربيع إلى الخريف،
أما بالنسبة لطرق قطفه و استخراجه من الخلايا يكون في نهاية تزهير كل نوع فمثلاً عسل الحمضيات يقطف في نهاية إزهاره خلال شهر نيسان، أما عسل أزهار حبة البركة و اليانسون فيكون قطفه في نهاية شهر أيار، وبالنسبة للشوكيات فقطفها يكون في نهاية شهري حزيران وتموز وهكذا ..مشيراً إلى طريقة حفظ العسل ضمن عبوات محكمة الإغلاق ( زجاجية أو فخارية أو بورسلان) وفي مكان بعيد عن ضوء الشمس والحرارة العالية، مؤكداً بأن العسل المحفوظ جيداً يبقى عشرات السنين دون تلف، إلا أن فوائده العلاجية والغذائية قد تقل مع مرور الوقت، كما أن تبلور العسل صفة فيزيائية لا علاقة لها بجودة العسل، فالعسل الجيد قد يكون سائلاً وقد يكون متبلوراً.
وعن أسباب ارتفاع أسعار مادة العسل قال د. عبد الله :
قامت غرفة زراعة اللاذقية ومديرية الزراعة بدراسة التكلفة للكيلو الواحد من عسل أزهار الحمضيات وكانت حوالي٨٥٠٠ ل.س ويمنح النحال المنتج نسبة ٣٥ بالمئة، ليصبح السعر للكيلو الواحد ١١٥٠٠ل.س، و يمنح بائع المفرق نسبة ٣٥ بالمئة ليصبح السعر ١٥٥٠٠ل.س،
لافتاً إلى أن أسعار العسل ضمن محافظة اللاذقية تتراوح بين١٥-٢٥ ألف ل.س، وهذا مرتبط بنوعية العسل وكميته وتكلفته، وأراد الدكتور حاطوم توجيه رسالة إنسانية لجميع النحالين العاملين في مجال جني مادة العسل قال فيها:
أنتم جنود مجهولون تقدمون للبيئة والمجتمع فوائد كثيرة، فأنتم مباركون عند ربكم قبل أن تجنوا عسلكم اخلصوا العمل لكي تقدموا منتجاً فيه غذاء ودواء
وحول هذه النعمة التي منّ الله تعالى علينا بها لكثرة فوائدها، و التي أشارت إليها النصوص وآيات الذكر الحكيم، وضح الشيخ ابراهيم يوسف مستشهداً وهو خطيب جامع في مديرية أوقاف اللاذقية :
ورد في الآية الكريمة (٦٨-٦٩ ) من سورة النحل (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)
ويضيف الشيخ إبراهيم : لماذا قال تعالى (بطونها) ؟؟؟
و يتابع مفسراً الآية
للنحلة ثلاثة بطون إذ تأخذ الرحيق فيدخل للبطن الأول فترة ثم يفتح صماماً لينتقل إلى البطن الثاني الذي يحوله إلى عسل، وفي نهاية البطن الثاني يوجد صمام لا يسمح بنزول العسل إلى البطن الثالث إلا للضرورة وبشيء قليل، إذ أن أحشاء النحلة متموضعة ضمن البطن الثالث لذا فهي تتغذى بهذا الشيء القليل أثناء طيرانها لتستكمل رحلتها، وعند عودتها للخلية فإنها تستعيد مافي البطن الثاني من العسل الصافي وتخرجه من فمها وليس من أمعائها ومن ثم تضعه في فتحات الخلية .
كلمة لنا:
من البديهي أن بدن الإنسان يحتاج لمدعمات مختلفة سواء غذائية أو علاجية و المتوقع “أن يكون هناك إيجابيات وفوائد لهذه المدعمات وقد لا يكون هنالك أي نتائج مرضية
إلا أن الأبحاث وفي مختلف الإتجاهات أثبتت أن مادة العسل هي مادة فعالة وإيجابياتها ونتائجها فاقت حدود التوقعات، وإن أشار هذا الشيء لن يشير إلا إلى عظمة المعجزات الإلهية التي كونت الأسرار في تركيبتها لنقول أخيراً:
لفتنا ارتفاع أسعاره …فأدهشتنا فوائد أسراره.
جراح عدره