تسعيرة جديدة للسرافيس تستصرخ الهمم الرقابية لتطبيقها

الوحدة 22-8-2021

الفوضى في ميدان النقل وكما هو واضح تزداد حدتها بفعل مشكلات عديدة بات يعرفها الجميع لكنها غدت أكثر إيلاماً للركاب بعد التسعيرة الأخيرة التي جاءت على خلفية زيادة سعر المازوت والتي رآها صاحبو السرافيس مجحفة كثيراً في حقهم ما دفعهم للتهرب من الميدان وبيع مخصصاتهم في السوق السوداء.
اليوم نحن أمام تسعيرة جديدة تستصرخ همم القائمين على الرقابة لتنفيذها وتنفيذ ضوابطها وإلا سيبقى المشهد على حاله.
ولنقيّم الوضع عن قرب استطلعنا آراء طرفي المعادلة (السائق والراكب) وأجرينا بعض اللقاءات بهدف رصد أثر التسعيرة الجديدة في تحقيق التوازن لحركة النقل.
– سمر حسين، موظفة، تتساءل عن فائدة تقييمها لميدان النقل في المحافظة مؤكدة أن مسؤولي هذا القطاع لا يأبهون برأي المواطن وما يلحق به من ظلم وابتزاز وتضيف: ألا يرى المسؤول تهرّب السرافيس عن العمل أم أنهم يتذرعون بخوفهم على المواطن باعتباره الضحية إذا طبقوا القانون وقاموا بحجز المركبة (السرفيس) وأنا بدوري أطالبهم بتطبيق الإجراءات اللازمة لأنها السبيل الوحيد لردع المخالفين وتشير إلى أن امتناعهم عن حجز السرافيس وإلغاء مخصصاتها هو ما سهّل على السائقين بيع المازوت بالسوق السوداء.
– أبو أحمد، متقاعد، يشتكي من غياب الرقابة على السرافيس ويقول: ألا يرى عناصر شرطة المرور أن سائقي السرافيس يتقاضون أجراً مضاعفاً هذا في حال تواجدوا على خطوطهم، حيث لحظنا مؤخراً تسرب سرافيس عديدة لخطوط أخرى مستغلين فلتان الأسعار وغياب الرقيب حيث يتقاضى بعض السائقين أجراً يزيد بـ 200% عن التسعيرة النظامية.
وللسائقين وجعهم..

– يقول نادر، سائق على خط الدائري الشمالي: أتقاضى 200 ليرة من كل راكب وهذه الأجرة أغلى من تسعيرة النقل المحددة ولكن أنا عبد مأمور ويوضح: أعمل سائقاً على هذا السرفيس وصاحبه قد يرفض تشغيلي إذا لم أقدم له الأجر الذي يطلبه يومياً وذريعته حاضرة دائماً حيث من الأفضل له أن يبيع مخصصاته ويحافظ على مركبته من أن يشغّلها.
– ويتساءل منصور، سائق سرفيس، قائلاً: ألا يعرف من يصدر قرارات بأجور النقل معاناتنا مع قطع التبديل والزيت والعجلات وغيرها، حيث يكلف كل عطل في السرفيس مبالغ كبيرة قد نضطر لدفع كل ما نجنيه في الشهر على عطل واحد، ويتساءل أيضاً: أليس من المربح أن أمتنع عن العمل وأبيع مخصصاتي ولا أضطر إلى أي تصليح، ويضيف منصور: الناس تلقي بالملامة على أصحاب السرافيس بينما التقصير والفساد من المعنيين عن قطاع النقل الذين يستغلون هذه الأزمة لناحية السماح للسرافيس بتغيير خطوط عملها مقابل مبلغ (مليوني) ليرة، كما يتغاضون عن كثيرين ممن يتاجرون بمادة المازوت، وكذلك فإن كل سائق يرفع تسعيرته يأخذ مسبقاً الحماية فهو لا يعمل بموجب قانون بل تحت حماية مستغلي القانون من أصحاب النفوذ.
وللمعنين في قطاع النقل نقول:
كنا قد تساءلنا سابقاً وفي إطار تغطيتنا لفوضى ميدان النقل التي رافقت ارتفاع سعر المازوت، تساءلنا: هل ينتصر القانون ونخطو خطوة على معايير الضبط والالتزام أم أن الفوضى في الأجور وتغيير الخطوط بشكل مزاجي ستبقى عنوان المشهد. واليوم، وبعد أن رأينا نتائج الإجراءات التي اتخذتموها على الأرض نقول: لقد فشلتم في ضبط الفوضى وكنتم عوناً لأصحاب النفوس الضعيفة في استغلال المواطن.

ياسمين شعبان
تصوير حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار