الحفرة المرحومة

الوحدة 17-8-2021

بلعنا نصف الكلام، لمّا رأيناهم يردمونها في حينه، وعندما رحلوا، قلنا لأنفسنا أنهم لا بدّ عائدون.
خاب ظننا بهم، والحفرة المرحومة قد وارت الثرى، ومضى من عمرها عشرة أيام ولم تبلّط، معاذ الله أن نتحدّث عن رفاهيّة، فإنّما نحن نتحدّث عن حفر رصيف، ونقصد إيماءً وإيحاءً (إعادة الوضع إلى ما كان عليه)، من دون غنج ودلال.
(مصلحة الهاتف)، ردمتها بعد أن حفرتها، وبعد أن ضجّ الحي بأصوات مندوبين من مجلس مدينة اللاذقية مع الورشة العاملة، استشفينا منه أنه تم الحفر دون إعلام مجلس مدينة اللاذقية، أو التنسيق ما بينه و(بين الهاتف)، عندئذ لم يخامرنا الشك أن آهالي حي الجمهورية أكلوها، على طريقة (باسم ياخور)، علّة (العطل الطارئ) أصعب من العلّة الصرفية في اللغة العربية، (عطل طارئ.. عطل طارئ)، أخذ العامل يردد بصوت عالٍ، ذاك إذن دفع لهذا الاستثناء العقيم، فتجنّب الورقيّات واللجان، أوقع في فخ التجاهل، لولا الصدفة لما تلبّس (الهاتف) في جرم (النكش) المشهود.
وأمّا بعد الترحّم على هذه الحفرة، على المتضرر وهو مجلس المدينة اللجوء إلى التحكيم، واستخدام صلاحياته في إلزام (الهاتف) بإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وعلى نفقته، أو قيام المجلس بذلك بنفسه ومحاسبة (الهاتف) لاحقاً، حلّان أيهما أقرب إلى التنفيذ؟.
على فكرة إحداثيات الموقع معلومة لمجلس المدينة نذكّره أنه الموقع نفسه الذي يحفر في كل مرّة من الصرف الصحّي أو الهاتف أو يترك شهوراً طويلة قبل أن يعاد إلى وضعه.
نعتذر من القرّاء على الإطالة مع يقيننا أن كلتا الجهتين ستغرقان في سبات عميق!.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار