الوحدة 11-8-2021
الريف هو العمق الاستراتيجي وسلة الغذاء للمجتمع السوري, والتنمية الريفية جزء من عملية التنمية الشاملة للعديد من الشرائح المجتمعية في مناطق الريف المختلفة وفي جميع المحافظات تستند على الوعي والمعرفة, فلا تنمية من دون تخطيط سليم ووعي بأهمية الموازنة المرصودة, والموارد المتاحة للوصول إلى نهضة زراعية وحيوانية تدعم الاقتصاد الوطني.
تهدف التنمية الريفية إلى تحقيق النمو الاقتصادي والنهوض بقدرات المجتمع عبر رفع الانتاجية الزراعية للأراضي عبر التطبيقات العلمية وإدارة الموارد الطبيعية والري لرفع المستوى المعيشي للأسرة الريفية وتحقيق سبل العيش الكريم وتأمين دخل ثابت لها وإيجاد فرص عمل للأسر المتضررة والنسوة الريفيات وتدريب العاطلين عن العمل على المهارات المولدة للدخل للحد من الهجرة من الأرياف إلى المدن.
تنمية الريف وتحسين وضع القاطنين فيه والتجمعات السكانية يتم عبر الاهتمام بالمشروعات التنموية وجذب الاستثمارات المالية إليها وتأمين مستلزمات الانتاج الزراعي بأسعار ميسرة لزيادة الانتاجية الزراعية وتطوير شبكة الطرق الثانوية بين القرى وربطها بالطرق الرئيسية والاهتمام بالخدمات والمرافق العامة والصرف الصحي والماء والهاتف والكهرباء واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة وتطوير المحاصيل الحقلية والثروة الحيوانية ومكافحة التصحر وزحفه على الأراضي الزراعية ومكافحة التمدد العشوائي للسكن على حساب الأراضي الزراعية.
تلعب التنمية الريفية دوراً كبيراً في دعم المجتمع المحلي وتحقيق فرص العمل وامتصاص البطالة عبر الكثير من المهن والحرف والزراعات وتربية النحل والدواجن والماشية ومشاريع إنتاج العلف وصناعة الصابون ومشاغل الخياطة والسجاد والصناعات اليدوية والتراثية المصنوعة من مواد طبيعية خفيفة ورخيصة, ومعامل الألبان والأجبان وصناعة المربيات والمخللات والخل والدبس وغيرها.
يجب التخطيط على المستوى المحلي والوطني بمعايير تلبي احتياجات المجتمع ومنح القروض للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر وتنمية الوعي البيئي والاهتمام بالبيئة للوصول إلى بيئة ريفية ومجتمعية نظيفة وآمنة وتقديم الخدمات التأمينية ضد الأخطار المختلفة والتعويض المالي والجزئي عن الخسائر التي تصيب المزارعين, والتوسع في إحداث مشاريع سياحية جديدة في الريف السوري تتناسب مع طبيعة ومؤهلات كل منطقة جغرافياً ومناخياً وبيئياً.
نعمان ابراهيم حميشة