تعددت الأسباب والموت واحد.. كلفة التحاليل الطبية والصور الشعاعية تتخطى الحواجز

الوحدة10-8-2021

عندما يهجم المرض نقف عاجزين أمام الوجع والألم الذي لا يحتمل، ومعظم الأحيان لا تنتهي بزيارة الطبيب المختص، بل يحتاج المريض إلى إجراء التحاليل الطبية والصور الشعاعية لتحديد وتشخيص المرض بدقة لبدء العلاج.

كثير من الأمور تؤجل باستثناء تلك الإجراءات الهامة والضرورية لحياة كل مريض، ولا يمكن  مجرد التفكير بالتخلي عنها، حتى لو اضطر لبيع كل ما هو غال لديه وبأقل ثمن، فكلفة التحاليل الطبية والصور الشعاعية وصلت إلى حد لا يحتمل، كم من مريض يقف مكتوف الأيدي لا قدرة له على دفع المبالغ الباهظة التي تطلب منه للعلاج، والمبررات ارتفاع المواد المستخدمة وغلاء الأجهزة الطبية الشعاعية التشخيصية.

تشتكي (جهيدة) السبعينية من أمراض عديدة، حيث تقول منذ سنوات أرهقني وأتعبني المرض، أعاني من ارتفاع ضغط الدم وأوجاع المعدة، وتحسس وشري سببه الغدة الدرقية، لذلك تستدعي حالتي المرضية كل شهرين، أو ثلاثة إلى تحاليل طبية، وراتبي الشهري لا يتجاوز ٥٠ ألف ليرة سورية  الذي لا يكفي لتأمين حاجاتنا اليومية، كيف نؤمن مبلغاً، مالياً للعلاج؟

يارا مهنا متزوجة لا يتجاوز عمرها العقد الثالث منذ طفولتها تعاني من مرض انحلال الدم، وتحتاج بشكل شهري إجراء التحاليل، أكدت أن الوضع يزداد سوءاً،  ليس لها قدرة مادية على إجراء التحلي، لذلك أقنن واكتفي بتحليل واحد وأحياناً لا يمكنني ذلك، لأنني لا أستطيع تأمين مبلغاً، كوني غير موظفة وزوجي عامل بناء.

 ناهيك عن ذلك هناك اختلاف في كلفة التحليل بين مخبر وآخر.

بينما رأفت سليم يقول: لم يبق شيء إلا وخرج عن المألوف حتى صحتنا، أصبحنا نحسب لها ألف حساب، ولا بديل يعوضنا عن ذلك تكلفة التحليل المخبري مرتفعة جداً، رغم أنه لدي بطاقة تأمينية، إلا أنها لا تغطي إلا جزءاً قليلاً، مما يجعلني في حيرة من أمري.

أحد أطباء المخابر لم يرغب بذكر اسمه يقول: لا يمكن أن تجرى أي حالة علاجية أو عملية دون أن تمر عبر المخبر والوسائل التشخيصية، كونها إحدى الحلقات الرئيسية لأي حالة مرضية، وقد تطورت الأجهزة بشكل كبير في السنوات الأخيرة منها الإيكو الذي له استخدامات عديدة، وجهاز الطبقي المحوري وغيره من الأجهزة التشخيصية الحديثة التي تسهل وتعطي نتائجاً دقيقة، فوسائل التقانة تزداد بشكل مطرد سنوياً لصالح تعزيز الدقة وتوسيع مجالات التشخيص.

 أما بالنسبة إلى أسباب ارتفاع كلفة الصور الشعاعية الزيادة كبيرة، يعود ذلك لارتفاع أسعار الأجهزة الشعاعية والمواد المستخدمة في التحاليل التي لا تتوافق مع الأسعار الحالية مقارنة مع العملة الوطنية حالياً، هناك صعوبة باستيرادها مما زاد تحمل العبء وتخطي الحاجز ووجود المنتجات الطبية وشركة التجهيزات الطبية تستورد من الصين، كذلك الصيانة زادت تكاليفها بشكل كبير على الأطباء والأفلام الشعاعية، وبعض المخابر تقوم بطباعتها على ورق الفوتو الكلاسيكية لتخفيف الكلفة على المريض، بالمجمل زيادة الأسعار لا تتناسب مع دخل المواطن لقد أثقلت كاهله، فصورة الصدر كانت سابقاً ب٥٠٠ ليرة سورية حالياً تتراوح بين ٨ – ١٠ آلاف ليرة سورية، وتحليل الغدة الدرقية كان بـ ٥٠٠ ليرة سورية حالياً ٨٠٠٠ ليرة سورية.

أما فيما يتعلق باختلاف الكلفة بين مخبر وآخر، فإن بعض الأطباء يعتمدون على الفيلم الشعاعي القديم الأسود، وعلبة الأفلام كان سعرها بين ٣٠٠٠ – ٤٠٠٠ ليرة سورية، بينما الآن وصل سعرها إلى نصف مليون ليرة سورية حسب قياساتها ونوعيتها منها: فوجي- كوداك- المصري- الصيني، والفروقات محددة بين مخبر وآخر، تعود للمواد المستخدمة في الخدمة التشخيصية الاستقصائية.

 ومن أهم الصعوبات والمعوقات معظم الشركات التي تقدم خدمة الصيانة هاجرت خارج البلاد، وهم من ذوي الخبرة الجيدة لتلبية حاجة الصيانة، والأجهزة تحتاج لصيانة دورية، هذا بالتالي يشكل أعباءً مالية، ونعاني من نقص بعض القطع التبديلية للأجهزة الشعاعية الذي حصل فيها خلل فني أو عطل.

وتحدد التسعيرة من قبل رابطة الأطباء الشعاعيين ونقابة الأطباء والأجهزة في المشافي العامة تحتاج لصيانة أسبوعية للكشف والمعايرة، ويتغير الجهاز كل أربع سنوات كونه يُستهلك أكثر، بينما في المخابر والمراكز الشعاعية الخاصة  تحتاج لصيانة أقل.

هناك مجموعة من المعايير لها علاقة بتحضير المريض من خلال طبيب الأشعة والسريري لمعرفة التشخيص الدقيق وأحياناً تكون النتائج غير محددة بدقه عالية، وبالتأكيد غير خاطئة، الخطأ موجود  بنسبة محددة،  وهذا يتعلق بمستوى تقنية الجهاز المستخدم ومدى استهلاكه وإجراء عمليات الصيانة الدورية وتحضير المريض وتعاون الطبيب.

والمشفى الوطني يقدم خدمات مقبولة بنوعية جيدة ويخفف الأعباء المالية على المرضى ، كون أجور الاستقصاءات الشعاعية مرتفعة جداً، والمواطن ليس لديه قدرة مادية في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، لذلك يلجأ إلى المشافي العامة.

مريم صالحة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار