الوحدة : 7-8-2021
الفنانة التشكيلية رنا عثمان، لها شخصيتها الخاصة التي تنعكس على أعمالها، وتجعلها تتفرد بشيء مميز، حين تتحادث معها لابد من أن تكتشف ذلك العمق الذي يشكل عنواناً لموهبتها الفنية، شاركت في العديد من المعارض والملتقيات الجماعية، وقد أوشكت على الانتهاء من التحضير لمعرضها الفردي.
فلنستمع إليها وهي تحدثنا عن خطواتها الأولى في طريق الفن التشكيلي، إذ تقول:
مذ كان الأبيض لون أحلامي، فقد أمسكتُ بقلمي لأخطّ أحرفي الأولى برسوم الأطفال، لم أدرك أنني يوماً ما سأقف أمام لوحة وأرسم، لقد شجعني معلمي في مدرستي طيلة المرحلة الابتدائية والإعدادية، إلى أن ذهبتُ إلى معهد أدهم إسماعيل الذي كان حينها يقدم به أهم التجارب الفنية، وبدأت يدي تأخذ مسار اللوحة التي أقف أمامها أتأمل معرفتي وعلمي بها.
وتتابع عن انخراطها في هذا المجال قائلة:
لا أخشى المساحة البيضاء من ألواني، إذ أرسم بروحي صفاء النفس في الوجه المتعب وسماحة الحياة، أرهقتني المسافة بين الليل والنهار، لقد أخذتُ من خيوط أدهم إسماعيل مفاتيح النجاح، وتتلمذتُ على يد نفسي بالإصرار على الحديث مع الماء، بألواني أحدث تجاعيد وجوه الأمهات المتعَبة، وتفاصيل قيم الحياة.
وعن حكايتها مع الريشة والألوان تضيف:
عشقتُ ريشتي لأنها أمتعت بصيرتي بكل إنسانية، ولا أتوقف عن البحث الجاد عن أسرار نجاح الأعمال الفنية بكل مدارسها وتقنياتها ومواردها، استهواني المائي بشفافية روحي، إلا أنني أبدعت رغم شح توافر المواد الفنية بزمن الحصار، أبحث عن اللون في كل مكان كي أصل بعملي إلى مصاف المتلقي.
وعن مواضيع لوحاتها تقول:
قد أميل في أغلب الأحيان إلى وجوه الكبار، إذ أعتقد أنني أبحث بصورة غير تلقائية عن وجهَي أبي وأمي الراحلَين، فهما الداعم الروحي والأزلي لي، لذا تستهويني خطوط العمر في تلك الوجوه المتعَبة، إن تأثري بهما أخذ حيزاً كبيراً في لوحاتي، فأمي ربما تجد بأناملي الصغيرة فنانتها الكبيرة، وأبي الذي فقدته باكراً مذ أن خطَّت يداي أولى خطوط الرسم، لقد رحلا عني، لكنهما لم يغيبا عن رؤيا وأحاسيس أعمالي، فأنا سأظل أتنفس وجودهما بجانبي حتى آخر المطاف.
د. رفيف هلال