الوحدة : 7-8-2021
هم أبناء الريح وشهود الزمان وملح الأرض جميعها ألقاب اشتهر بها الغجر، وتعبير ملح الأرض كناية عن الناس الذين يتميزون بالقوة الإبداعية وتواجدهم على الأرض أشبه بملح المحبة والألفة للحياة، بدونه تبدو فاقدة للجمال، فهم عالم مختلف من الأساطير، وقبائل رحالة تنقلت بين حضارات وشعوب مختلفة توارثت ثقافة التّرحال عن الآباء والأجداد.. هذا ما استهل به محاضرته الثقافية الأستاذ والباحث التاريخي بسام جبلاوي في مقر الجمعية العلميّة التاريخيّة ضمن برنامجها الأسبوعي (فكر بلا حدود).
وتحدث الأستاذ جبلاوي عن أصول الغجر حيث تعددت الفرضيات والروايات ومنها تلك التي رجحت أنها تعود إلى أصول هندية فقد شكل الغجر سابقاً جزءاً من النسيج الهندي الاجتماعي.
وأيضاً تطرق المحاضر إلى أماكن توزع الغجر في أصقاع الأرض وإلى التّعريف عن حياتهم ومساكنهم في أطراف المدن الكبرى وحواف القرى وزيّهم الشعبي ومعتقداتهم وفنونهم والأنشطة والأعمال والمهن والحرف الغريبة التي يزاولونها ومنها السيرك والتهريج وطب الأسنان و قراءة الكف والتداوي بالأعشاب وغيرها.
وعن العادات والطقوس والتقاليد الفولكلورية الغجرية نوه المحاضر بأن أصول رقصة الفلامينكو تعود إلى الغجر وليس إلى إسبانيا، و كانت تلك الرقصة مصدر إبداع لكثير من الفنانين والكتّاب في أعمالهم ونتاجاتهم.
وأشار المحاضر في ختام محاضرته إلى أن اغلب الغجر حالياً انخرطوا في المجتمعات وخالطوا الشعوب واستخدموا التكنولوجيا وتلقوا التعليم وواكبوا الحضارة بمختلف أشكالها.
ازدهار علي