بارة جرد الدريكيش تشكو العطش

الوحدة: 5-8-2021


البارة، تلك القرية البعيدة في ريف الدريكيش الشرقي، تقع في منطقة جردية معتدلة صيفاً وباردة مثلجة في الشتاء، كثرة الينابيع التي حولها لم تجدِها نفعاً بسبب الطبيعة القاسية لذلك الجرد، حالها كحال قرية القرندح بريف اللاذقية المرتفع تتشابهان بكثير من الأحوال، طبيعتهما ساحرة صيفاً شتاءً، تجتمعان على قلّة المياه وهما الغنيتان بتلك النعمة البيضاء التي تقدّم المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية، ثلوج البارة تكسي طبيعتها لفترة طويلة من الشتاء، وهذه القرية بالإضافة إلى أكثر من عشر قرى ومزرعة أخرى يشربون من خط مياه واحد قادم من نبع الدلبة، حيث تُروى الحقول والمزروعات من ذلك الخط وبالتالي يتم حرمان عدد من القرى والأهالي هذه النعمة، وحسب مصادر من القرية (البارة) منذ ١٧ يوماً لم تأت لمنازلهم قطرة مياه.

 يقول الأهالي أنهم كانوا يشربون عندما كان السكر في بداية القرية، فعند تسكيره تشرب القرية جميعها بدون أية مشاكل، وفي ليلة ظلماء تم إلغاء السكر ووضعه بمكان آخر، وهذا الأمر أدّى إلى حرمان منازل ما قبل السكر الجديد من المياه.

 وحسب ما تم تداوله فإن موظف الشبكة بالتعاون مع بعض أهالي قرية بيت يوسف المشهورة بالزراعات الحقلية والفاكهة، تم نقل السكر وبالتالي حرمان البعض من المياه، ويؤكد الأهالي أن عامل الشبكة فهو قادر على توفيرها بحارته عندما يشاء وعلى الغالب يتظاهر بنسيان تلك البيوت المحتاجة ويؤكد لهم دائماً أن وضعكم سيُحل قريباً، علماً أن أحد مسؤولي المياه طلب إعادة السكر إلى ما كان عليه بالسابق دون جدوى، كما أن الأهالي المحرومين من المياه أوصلوا شكواهم إلى المحافظة ومن ثم إلى مؤسسة مياه طرطوس وحتى الآن الوضع على ما هو، أٌناس تشرب وتسقي خضراواتها وآخرون حتى مياه الشرب محرومون منها، كما أن صهريج المياه غير قادر للوصول إلى بيوتهم بسبب الطبيعة الصعبة التي تحكم وضعهم، وسعر ذلك الصهريج أكثر من ٣٠ ألف ليرة، وهذا يؤكد أن القائمين على مؤسسة مياه الدريكيش هم المعنيون بتوفير المياه للمحرومين.

 وحتى لا يقع ظلم وتظلّم فإن الشكوى أولاً وآخراً هي من اختصاصهم وكل الّلوم يقع على عاتقهم في تطبيق مبدأ العدالة والتساوي بتوزيع المياه لجميع الأهالي.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار