الاعتداء على الشوارع!

الوحدة 4-8-2021

 

 الشوارع من مكونات المدن والأحياء والخدمات للسكان وتشهد تدفقاً مرورياً نهاراً وليلاً وخاصة في أوقات الذروة, وهي ملك عام وليس ملكاً لأحد بل ملك الجميع ووجد ليستفاد منه الجميع والاعتداء عليه أمر مخالف للأنظمة والقوانين وذنب يقترف بحق المجتمع بأسره وليس بحق شخص واحد.

الاعتداء على الشوارع ظاهرة تتفشى في شوارع المدينة والأحياء وتتضاعف وتزداد يومياً في ظل غياب الرقابة والمحاسبة حيث يعمد بعض ضعاف النفوس إلى وضع الحواجز الاسمنتية والدواليب التالفة وبراميل القمامة والمعدنية وأصص الأزهار الكبيرة والعوارض المعدنية بشكل مخالف يشوه جمال الشارع ويسبب العرقلة والازدحام وقيام بعض أصحاب المحال التجارية بحجز حيز من الشارع واستخدام الرصيف لعرض بضاعتهم وممارسة بعض المهن المزعجة والمؤذية للجوار, وقيام بعض السكان باقتطاع أجزاء من الشارع أمام منازلهم أو بجانبها وضمه إلى حديثة المنزل أو الوجيبة ووضع الغسالات والغازات والأجهزة المنزلية التالفة والبراميل الحديدية الكبيرة أمام  مداخل المنازل وفي عرض الشارع لحرمان الآخرين من ركن سياراتهم واجبار أصحاب السيارات اللجوء إلى رتل ثان في الشارع ما يفاقم الازدحام والفوضى المرورية للعربات والأفراد والتسبب بالحوادث المؤسفة.

ازدياد الكثافة السكانية في المدن يلحقها كثافة عالية بالسيارات والمركبات وأغلب الشوارع في بلادنا ضيقة ومزدحمة في الأساس وسيارات متوقفة على الجانبين وبعض سكان الأحياء يعتبرون الشارع أمام منازلهم جزءاً من ممتلكاتهم ويحاولون حرمان الغير من ركن سياراتهم فيها , وزائر المدينة بسيارته يعاني من مشكلة التوقف في شوارعها ويصبح همه الوحيد إيجاد مكان آمن لسيارته وقد يضطر لركن سيارته بعيداً عن مكان عمله أو قصده والحاجة لاستقلال سيارة أجرة للعودة إليها .

 إعاقة الطريق وتشويه الشارع يشوه المنظر العام وجمالية الحي والمدينة ويخلق الازدحام ويسبب الحوادث ويشكل مخالفة صريحة لقانون الأملاك العامة حيث تحولت الشوارع والفسحات والمساحات الخضراء بين الأبنية إلى مصدر قلق وإزعاج متواصل للسكان القاطنين فيها عبر تحويل الفسحات الشارعية إلى ملاعب كرة قدم للأولاد ورمي القمامة من أعلى الشرفات بعد منتصف الليل في عرض الشارع ورمي أغلفة البسكويت والزجاجات الفارغة والمحارم وعلب السجائر من نوافذ السيارات وتلويث البيئة وخلق بيئة مناسبة لتكاثر القوارض والحشرات والأوبئة والأمراض , بينما القصد من إنشائها تأمين الهدوء والراحة والسكينة للسكان والحفاظ على بيئة نظيفة .

 من حق  الدولة على كل مواطن الاهتمام بنظافة المرافق العامة والشوارع وعدم إلحاق الضرر بها والحفاظ على نظافتها وكأنها ملكاً شخصياً له واتخاذ الإجراءات الكفيلة دون عبث العابثين وتطفل المتطفلين وقمع المخالفات وإزالة الإشغالات وتعليم الأطفال عدم إلقاء القمامة في الشوارع والاهتمام بالمساحات الخضراء كونها متنفساً للسكان وإزالة العوارض الحديدية والاسمنتية والجنازير من الشوارع وفرض الغرامات المالية على المخالفة لردعهم كي يكونوا عبرة لغيرهم.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار