الوحدة 3-8-2021
بغلاف أنيق جداً ومضمون روائي مبتكر أيضاً، صدر عن دار عين الزهور للنشر والتوزيع في اللاذقية أول منتج رسمي للكاتب اللاذقاني أحمد جوني حملت عنوان (هرم آغنادين) وهي أول رواية احترافية للكاتب جوني، الذي بدأ الكتابة منذ عام 1995 ولم يحترفها لحين مشاركته في عام 1999في مهرجان الربيع الذي أقامه اتحاد الكتّاب العرب عندما فازت قصته (طقوس للذاكرة) بالجائزة الأولى للأدباء الشباب.
وبالعودة لروايته الجديدة (هرم آغنادين)، يدرك القارئ وبالرغم من أنها باكورة احترافيته، تمكّن الكاتب من خلال أسلوبه السلس البسيط، من الإمساك بكل خيوط الرواية وتمكنه من كل الأدوات في عمله هذا سواء طريقة السرد (السيناريو) أو الحبكة أو الشخصيات ليشدك لقراءة العمل وكما ذكرنا بداية بأسلوب سلس وبلغة شائعة وبسيطة، لتكون الرواية في المحصلة فيها ربط مبتكر لكل جزئياتها وتركيباتها بروحية جديدة.
أما الفكرة الأساسية للرواية تعتمد بشكل رمزي على مخزون الذاكرة لبطلها، والذي قد يكون تجسيداً لذاكرة الكاتب نفسه.
إذ يقول في أحد الأسطر: هل كان من الضروري أن تتصدع الجغرافيا في عالمي الداخلي وتتحول إلى أنقاض وتحوم في أجوائها غربان اللغة والمخيلة بحثاً عن فكرة تحت الرماد، كي أكتب رواية على مدى ست سنوات تتحدث عن الخراب والشذوذ في الذاكرة…التلاعب بموازين الخير والشر… الحب المطعون في الخاصرة والحنين الذي اغتصبه الشوق والغياب المباح… الحرائق التي لن تنطفئ حتى تجهز عليّ وغرق آخر السفن… والندم… وجموح القوة… وتعطل قوانين القدر عند منطق آغنادين الذي لا يخطئ.
ونختار هذا المقطع الذي يوضح جيداً لمضمون الرواية:
حدثتني آغنادين عن ذاكرتي التي دمرتها الحرب، وحذرتني من الدخول إليها والعبث ببقايا أرشيفها الملوث إشعاعياً، والذي لم يعد صالحاً للاستخدام الجوني.
ضحكت:
أوووو، ما هذا الكلام؟ آغنادين تمزح معك مسيووو.
نفيت ذلك قائلاً:
إنها لا تعرف المزاح، هي جدية، آغنادين لا تقول، آغنادين تفعل، ولقد فعلتها يا أروى، أجل لقد فعلتها.
مهى الشريقي