مواطن وحكومة.. وحديث على قارعة الوجع!

الوحدة 3-8-2021

كتب رئيس التحرير غانم محمد:

لن يسأل الناس لماذا اختاروا فلاناً وزيراً للثقافة, أو علتاناً وزيراً لشؤون مجلس الشعب… إلخ, في حين سيقف كل الناس ليس عند اسم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وحسب, بل عند ما يمكن أن يقدمه لهؤلاء الناس, ولو كان رغيف خبز زائداً, أو أكثر جودة, وكذلك الأمر فيما يتعلق بوزارات أخرى على صلة مباشرة بحياة الناس العاديين…

لا أحد منّا, في هذه الفترة, يفكر استراتيجياً, ولنا ما يبرر ذلك, لأنه لا أحد لديه القدرة على التفكير بالمستقبل, أو انتظاره, ما لم يدعم اليوم, ويضمن بقاءه من أجل الغد..

إذاً, نكاد نطالب بحكومة إنقاذ بعيداً عن حرفية المصطلح أو عن استخداماته في دول أخرى, وإنما من حيث المضمون والدلالة..

الإمكانيات ضعيفة, هذه هي الذريعة دائماً.. نحن سنعتبر هذه الإمكانيات (صفراً) وسنتوقع مثل (البوم) أن الغد أصعب من اليوم, فهل نستسلم ونقف مكتوفي الأيدي؟

هل ننتظر أن يسحب (قيصر) حصاره عنّا, ويقدم لنا الاعتذار مع جسر مساعدات لا يتوقف؟

لو كنت جزءاً من الحكومة لرفضت مجرد التفكير بهذا الانتظار السلبي, وعندما يكون أي منّا مسؤولاً برتبة (وزير) يجب أن يمتلك الحلول والخطط البديلة مع أي طارئ..

لا يجوز أن نجري اختبارات العجز على المواطن, هذا المواطن يجب أن يكون في منأى عن نتائج تقصيركم..

لا نطالب الحكومة بما لا طاقة لها به, لكننا نطالبها بالشفافية والصدق في كل شيء, نطالبها بأن يكون أفرادها أناساً عاديين يعيشون وجعي ووجع جاري ووجع كل (معتّر) بهذا البلد, فحينها سيبحثون عن حلول حقيقية بدل تراشق الهروب وتحميل الظروف كل شيء!

لو استبدلنا القسم الأكبر من الغابات التي تحترق كل صيف تقريباً بأشجار مثمرة (زيتون وفواكه) لوفرّنا كل سنة مليارات الليرات بدل وقود وتكلفة آليات إطفاء, ولوفرّنا فرص عمل لمئات العائلات, ولتوفّرت بين أيدينا فاكهة بأسعار منطقية, أم أنه ليس من حقنا أن نتذوق إجاص جبالنا!؟

لو أعدنا تقييم وضع الأراضي المستملكة, وجوانب الطرقات, ومنصفات الشوارع, واستبدلنا الأشجار التزيينية بأشجار مثمرة, ووضعنا الأراضي المعطلة في الاستثمار بشكل مدروس لكانت النتائج طيبة..

لو اتجهنا إلى الطاقة البديلة 10% من حجم الكلام عنها, لكانت أزمة الكهرباء في حدودها الدنيا..

لن نكثر من الأمثلة, وسنخلص إلى الآتي:

– من حقنا أن تكون لدينا حكومة تشبهنا, قريبة منا فعلاً لا قولاً, لا تنتظر منا الشكوى, بل تبادر إلى المعالجة, وألا تصدق التقارير الورقية السنوية التي تُرفع لها, فالواقع قريب منها, ولن يأتي أي وزير إلى مواقع العمل بالسرافيس وباصات النقل الداخلي, فلماذا لا يأتون إلا بـ (ضجة إعلامية)؟

– من حقنا أن تكتحل عيوننا برؤية الوزير الذي ننتمي إلى وزارته (أي وزارة) أكثر من مرة خلال ولايته الوزارية, حتى لو اكتفينا بالتقاط الصور التذكارية معه, علّنا نشحن معنوياتنا وليتحملنا قليلاً إن أوجعنا رأسه بهمومنا!

– ومن حقنا أيضاً أن نكون شركاء في اتخاذ القرارات التي تخصّنا, فمهما كان الوزير قريباً من هموم الزراعة مثلاً لن يكون (نابتاً) فيها مثل المزارع!

– ومن واجب الحكومة أن تقول لنا ماذا ستفعل بعيداً عن البيان الوزاري التقليدي والذي يبقى معظمه حبراً على ورق, أو خاضعاً للتغيير والتأويل حتى رحيل الحكومة وقدوم أخرى.

– ومن واجب الحكومة أيضاً أن تمتلك الجرأة في تقييم أدائها, ونقد عملها, وأن تعتذر للناس عندما تخطئ (وجلّ من لا يخطئ).

– ومن واجب الحكومة, أو أي وزير أو مسؤول فيها, أن يختصر المسافات بينه وبيننا عملاً بتوجيهات سيد الوطن الرئيس بشار الأسد.

لن نجعل تشاؤمنا يطغي, وسنترك ثقباً للأمل, فقد يأتي الغد بما ننتظره، ونعمل جميعاً من أجل وطننا وعيشنا فيه..

تصوير: حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار