طاقة بديلة ولكن؟

الوحدة 2-8-2021

 

 

يزداد التقنين الكهربائي سوءاً وجوراً يوماً بعد يوم، ولم تعد مبررات وزارة الكهرباء تقنع أحدا،ً لا بل باتت موضع شك واتهام ليس فقط لجهة ادعاءاتهم المتكررة بالصيانة والإصلاح، وإنما بالتواطؤ مع تجار الفساد لترويج منتجات كاسدة من الدرجة العاشرة لم تجد لها أسواق تصريف في كافة أصقاع المعمورة فتم تسويقها عندنا، فكم من المولدات والبطاريات واللدات والشواحن تم بيعها وتصريفها في أسواقنا وعلى حساب معيشة المواطن ودخله المتواضع وآخر الاتهامات أنه ثمة توجه للترويج للطاقة البديلة وهناك تجار وشركات بدأت تسوق لها ونحن كمواطنين لسنا ضد أي مشروع من شأنه رفع المعاناة ولكن شريطة أن يكون تحت إشراف الدولة وبمواصفات وشروط جيدة لا أن يتم استجلاب قمامة المصانع والشركات الصينية وتباع عندنا بأغلى الأسعار وبضغط خفي من وزارة الكهرباء، والسؤال كيف تستطيعون استيراد ألواح الطاقة ولا تستطيعون استيراد قطع غيار للمحطات والمصدر واحد هو الصين؟

علماً أن تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية مجتمعة كافية لإعادة تأهيل جميع محطات التوليد والتحويل.

مليارات الليرات دخلت جيوب التجار خلال الأشهر الماضية والمواطن العادي يعاني قطع الكهرباء وبناء عليه نشأت طبقة جديدة تسمى طبقة الطاقة الشمسية ويقال إنه في ميناء اللاذقية اليوم كميات هائلة من ألواح الطاقة الشمسية بانتظار دخولها وازدياد الملايين للتجار.

 أليس من الأجدى أن تقوم الدولة بإنشاء محطات توليد بالطاقة الشمسية رديفة المحطات الحالية؟

مزارع ضخمة الألواح الشمسية كما هو موجود للعديد من الدول ومزارع أيضاً للعنفات الريحية.

وحول ما أسماه فخ الطاقة الشمسية يقول فيصل العطري الخبير المتخصص في مجال الطاقة: ازدحمت وسائل التواصل بالمنشورات الداعية لاستخدام الدولة للألواح الشمسية لتوليد الكهرباء والتخلص من مشاكل المولدات والوقود.

الغريب أن معظم هذه الوسائل عجزت عن تقديم إجابة مقنعة  لسؤالين بسيطين:

 من أين نحصل على الطاقة بعد غياب الشمس؟

 ماذا عن الأيام الغائمة؟

الحقيقة إن محاولة تغذية بلد بأكملها بالطاقة عن طريق الألواح أشبه بنقل ماء البحر بجردل، فهذه التقنية مفيدة كدعم للشبكة ولكن لا يمكنها أن تكون هي المصدر.

ما العمل؟

هناك نمطان من الطاقة يمكن الركون لهما:

 طاقة الرياح وهي مصدر هام جداً خاصة أننا في بلد يحوي عدداً مقبولاً من الفتحات الهوائية التي يمكن أن توضع بطريقها مزارع ريحية تولد الطاقة بطريقة منتظمة.

 استخدام الطاقة الشمسية ولكن بتقنية تركيز الطاقة الشمسية CONCENTRATING SOLAR POWER CSP ولعل أهم ميزات هذه التقنية أنها تؤمن طاقة مستمرة بمختلف الظروف ليلاً ونهاراً وبمختلف ظروف العمل.

تتألف هذه التقنية من عدد كبير من المرايا المقعرة يتم تركيبها بطريقة معينة وعلى محركات خاصة بحيث تشكل دائرة يوجد بمركزها برج يحوي بأعلاه خزان من الملح يتم تسليط المرايا على هذه الخزان فترتفع حرارته لتصل لـ800درجة مئوية حيث تقوم هذه الحرارة بتحريك توربينات بخارية تتصل بمولدات كهربائية.

إن حرارة الملح المنصهر تبقى مختزنة وهي كافية لاستمرار عمل العنفات البخارية بعد غياب الشمس.

كيف نحصل على هذه التقنية؟

لقد طورت الصين هذه التقنية بل وتميزت بها وبالتالي يمكن للحكومة السورية أن تستدرج عروضاً من أحد الشركات الصينية لبناء وتشغيل واستثمار هذه المحطات لمدة 25 سنة لقاء نسبة من الأرباح، وبهذا نكون قد حصلنا على الميزات التالية:

 كهرباء مستمرة وثابتة تؤمن أحد أهم العوامل لبناء الصناعة والسياحة والتجارة.

تحويل قطاع الكهرباء من خاسر تدعمه الدولة لرابح تحصل الدولة على جزء من أرباحه وتستعيده بعد فترة زمنية.

التخلص من التلوث البيئي الذي تسببه العنفات الحالية والمولدات والبطاريات.

 الحفاظ على مئات الملايين من الدولارات التي تُهدر سنوياً لاستيراد حلول ترقيعية لا تسمن ولا تغني عن جوع.

 بيع الفائض من الطاقة إلى بلاد الجوار.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار