الدرّاجات النارية.. فوائدها كبيرة وحوادثها قاتلة-فيديو-

http://youtu.be/ZKlAAsQUwz4 الوحدة :1-8-2021

بعضها يضاهي السيارات الحديثة بدقّة التصنيع والجودة، تلك المكنة مالئة الدنيا وشاغلة الشوارع وجميع الطرقات والأزقّة ليل نهار.

 الدرّاجات النارية، تمتلك من الصوت القوي ما يجعل أركان المنازل والأبنية بحالة رعشة واهتزاز هيستيري، بالإضافة إلى التلوّث السمعي الذي يزعزع أركان المستمعين خلال تلك الانطلاقة الصاروخية التي تفتح في الطبلات ثغرات وفي الأعصاب أعطاباً من هول الجندلة والجلجلة حيث يتفاخرون بتوسيع مدخنتها (أشكمونها) لتتمكن من إصدار تلك الرعدات المقلقة.

في السابق كان هناك قلق كبير وتعاطف واسع الطيف من الظلم الذي طال الشريحة الكبيرة من مُلاك هذه الآلة،عندما طالتها حملات حكومية لمصادرتها بحجّة مخالفتها للقوانين الناظمة، ولن نغوص في تفاصيل صفقاتها ووصولها إلى مخازن المؤسسات الحكومية ومعارضها، لكن من المفروض العمل على تنظيم حركتها وتهذيب انتشارها داخل المدينة تحديداً وعلى طرقاتها العريضة، حيث يقوم بعض المغامرين بعمليات العرض والاستعراض والسير بها بسرعة جنونية وعلى إطارها الخلفي فقط والتباهي بين سيل من السيارات التي تعمل على تخفيف سرعتها كي لا يقع المحظور، حيث تكون بحصة بحجم حبّة الفول كفيلة بجعل الدرّاجة ومن يمتطيها بين إطارات الموت الحتمي لسيارات كبيرة وصغيرة، وفي هذه الأثناء تكون العناية الإلهية بين خيارين أحدهما الموت الفوري، أو السكن داخل أروقة المشافي لعدة أشهر ومن ثم الخروج من هناك إما على عربة شلل أو نقص معين بأحد الأطراف أو تشوّه جسماني يخالف نعمة الله لخلقه، فحوادث تلك المكنة صعبة للغاية بسبب انعدام أساليب الحماية باستثناء الواقية الرأسية التي قلّما نراها على رأس ذلك الخيّال ومن معه، كما يلاحظ أيضاً أن بعض الدرّاجات تكون محمّلة أحياناً بكامل أفراد العائلة غير آبهين بمصير تلك العجلات المزوّدة بهواء غادر يشتهي المغادرة بواسطة مسمار صغير أو ضعف بجسمه النحيل.

لهذا من الضروري العمل على تنظيمها مرورياً وتحميل صاحبها مسؤولية المخالفة من خلال تحديد سرعتها والعقلانية بذلك وعدد ركّابها، علماً أن لهذه الآلة فوائد تُعد ولا تُحصى خاصة في القرى البعيدة، حيث يمكن أن تنوب عن السيارات ووسائل النقل الأخرى وخاصة في تلبية مطالب الأسر وأصحاب المهن الحرّة خصوصاً في ذروة انعدام وسائل النقل من وإلى القرى البعيدة، بالإضافة إلى الأفراد العسكريين المنتشرين على كامل الجغرافية وخاصة البعيدة منها، حيث تقوم تلك الدرّاجة بتأمين الوصول إلى تلك المناطق حتى ولو كانت طبيعتها صعبة، وهنا تكمن أهميتها التي لا تُقدّر بثمن، لذلك يجب العمل على توظيف هذه الآلة في المكان الصحيح وجعلها خادمة مطيعة بعيدة عن المآسي.

وقد تم مؤخراً تشكيل لجان لتمكين أصحاب الدراجات غير المسجّلة من الحصول على الوقود وفق شروط محدّدة من خلال فتح سجلات مؤقتة لتسجيل طلبات المواطنين أصحاب الدراجات الآلية غير المسجلة في مديريات النقل وتتضمّن معلومات تفصيلية عن حائزي الدراجات ومواصفات المنشأ والطراز ورقم الهيكل ورقم المحرك واللون، وبموجب هذا القرار يتم منح أصحاب الدراجات إشعاراً بمنح بطاقة مؤقتة صالحة فقط للحصول على مادة البنزين من محطات الوقود.

أما داخل المدينة وعلى طرقاتها وأزقّتها يُفترض وضع شروط معينة للتحرّك بها ليلاً باستثناء من يحمل مهمّة رسمية من مكان عمله نظراً لما تقوم به من إقلاق لراحة الناس وخاصة الأطفال الصغار وكذلك التلوُث السمعي والبيئي وحوادث اصطدام على مفارق مخفية، والقيام بحجز المكنة عند سيرها بالطرق المعاكسة وما تخلّفه من إرباكات للغير من خلال أضوائها الخارقة للنظر والخطورة الأكيدة في هذا المجال.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار