وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على البنى المجتمعية

الوحدة 28-7-2021

 

ألقت الكاتبة منيرة أحمد، مديرة موقع نفحات القلم محاضرة استبيانية في مركز ثقافي جبلة بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على البنى المجتمعية) موجهة شكرها إلى جميع من ساهم في إغناء المحاضرة عبر استطلاع أجرته الكاتبة منيرة لعدد من الآراء من شرائح مجتمعية متنوعة ومن عدة بلدان.

ورأت الكاتبة منيرة في محاضرتها أن المجتمعات العربية لم تكن بحاجة إلى التواصل عبر وسائل مستحدثة ودخيلة عليه عبر مجموعة من التطبيقات والبرامج  ومن خلال الفضاء الإلكتروني (واتساب- فيسبوك- انستغرام- تلغرام- تويتر- مسنجر)، ذلك أن المجتمعات العربية تملك شبكة واسعة من العلاقات عبر الزيارات واللقاءات والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية وما تحرص على وصله لجهة صلة الدم وصِلة القربى، متساءلةً لماذا يلهث مجتمعنا بكل فئاته العمرية إلى وسائل تواصل عبر خيط عنكبوتي، مبيّنةً أن الإجابة على هذا السؤال السهل الممتنع تضعنا أمام أشخاص غالباً لديهم السبب الواضح ونقضيه، الحجة والمنطق وعكسهما، وموضحةً أن مجتمعاتنا بدأت تبحث عن قصص وعلاقات غير متوفرة في الواقع، تتيح إنشاء شبكة خاصة من العلاقات بعيداً عن عين الرقيب المباشر والملاصق له في الواقع وتبعات ذلك عليه، رغم وجود برامج تلاحقهم وترصد محادثاتهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم، وهذا أمر ينسحب على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، إضافة الى الجغرافيا الأوسع التي توفرها تلك الوسائل فمن الجغرافيا الواقعية الحسية الضيقة إلى الجغرافية الافتراضية الأوسع إضافة إلى أنها غير مكلفة مادياً ولا تتطلب التزامات إضافية (من مكان ضيق من على كرسي إلى أي مكان في العالم) أضف إلى التحرر من قضايا كثيرة من برستيج رسمي وربما هدايا.

وبينت المحاضِرة أن الضغط الاجتماعي الواقعي يجعل الفرد في مجتمعاتنا يميل إلى البحث عن وسط افتراضي لا يفرض عليه أيّ شروط أو قيود.

وبالمقارنة مع الواقع الأوروبي (الغربي عموماً) ونمط الحياة الطويلة في العمل الوظيفي واعتماد الفرد على نفسه وعدم وجود جهة تتبناه مادياً (يطلب منه تأمين حياته) وبنية التفكير تجعله يحتاج لعلاقات خارج الواقع المزدحم بالالتزامات لتأمين حياته مادياً، إزاء ذلك تعتبر المجتمعات الغربية وسائل التواصل الاجتماعي نافذة لبناء العلاقات الاجتماعية بدلاً عن الواقع الذي تعيشه بسبب انشغالاتها.

وسائل تواصل اجتماعي أم تباعد؟

أوضحت الكاتبة منيرة أنه لو قيض استفتاء جميع مستخدمي وسائل التواصل وغير المستخدمين لوجدنا أن لكل منهم الرأي الخاص به بين مؤيد ومشجع لها وبين معارض وشاكٍ من أثرها، فهي وسائل تواصل وتباعد في آن معاً، من جهة أتاحت لسكان القرية الصغيرة التقارب وتبادل ما يودون تبادله (كلمات– مواقف– آراء– صور- معلومات) ومن جهة ثانية سبّبت تباعداً وصل حد التباعد والتنافر بين أفراد الأسرة حتى المحبين منهم، فجعلت اختلاط المواقف والآراء سمة عامة لما أحدثته تلك الوسائل..

إن محاضرة أو محاضرتين (والحديث للكاتبة منيرة) لا تفيان الموضوع حقه مشيرةً إلى عدم وجود احصائيات دقيقة يفترض إجراؤها من قبل مراكز أبحاث متخصصة لديها إمكانيات ووقت كافٍ لتحديد كافة جوانب وآثار تلك الوسائل على المجتمع سلباً وإيجاباً.

وبالنتيجة وعلى ضوء الاستطلاع لآراء من عدة شرائح مجتمعية يتبين أنه ينبغي استخدام تلك المواقع من خلال الإيجابيات فقط وليس من خلال السلبيات، ولابد من بناء منظومة دراسات وأبحاث وبرامج توعوية تشمل الجميع تكون بمستوى وعيهم وتصل لإقناعهم بضرورة التحلي بالوعي الكافي لتقنين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ضمن ضوابط  تقلل ما أمكن من السلبيات، وتربية الأجيال على السبل الصحيحة للإفادة من مواقع التواصل الاجتماعي تكون ذات أثر نفعي إيجابي بنّاء للمجتمع.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار