ذاكرة الشعوب.. حكايات الطبيعة

الوحدة 28-7-2021

 

مجتمع من غير موروث شعبي يحافظ على هيكليته الاجتماعية والدينية والثقافيـة كالجسد بلا عقل … هذا ما بدأه الباحث نبيل عجمية في محاضرة له بعنوان (الأدب الشعبي في تراث الساحل السوري) في المركز الثقافي العربي بطرطوس… وقد ضمّن الباحث الموروث الشعبي بالحكايات الشعبية وأغان وقصص شعوب الريف السوري الساحلي خاصة وأضحت الحكايات (كشمس كانون وسنابل القمح) رئة يتنفس من خلالها كل من عاش في سالف العصر من ذاك الزمان، وأصبحت موروثاً أخلاقياً قيمياً تتناقله الأجيال مع إضافات تشويقية لكل راو في عصره لذات الواقعة والقصة وحتى للأغنية الموروثة، وسيرة الأبطال والملوك، والأمراء وأخبار الفتوحات كقصص عنترة بن شداد – الزير سالم – والظاهر بيبرس، وطقوس الأعراس وفصول الطبيعة الأم من حصاد وقطاف وزراعة فكان من الصعب الوقوف عند من بدأ قص السيرة الشعبية، ومن ينهيها لأنها فضاء مفتوح، وهكذا صار للحكاية الشعبية امتدادات في عمق الزمان، فلا يعرف مؤلف تلك القصص الشهيرة المتناقلة، فمثلت بذلك ركنا أساسيا من أركان الأدب الشعبي مثلها مثل الألغاز الشعبية والأقوال والتعابير الشعبية السائرة والتي اشتهرت بها حضارات كأوغاريت – ايبلا  – عمريت – وماري وغيرهم من ارث حضاري في الشمال والجنوب والشرق السوري…

قص الباحث عجمية للحضور قصة (الست وردة) والتي لاتزال الجدات تتناقلها إلى يومنا هذا حيث تركز القصة على فعل الخير والصدق والإحسان للآخرين…

سنة 2015 في عين الحرب على سورية قامت الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها بكل ما أوتيت من غدر وعدوان شرس بسرقة الكثير من إرث سورية المادي واللامادي لمحو حضارة هذا البلد، ثم عرض المسروق في متاحفها إلا أن هذا الإرث التاريخي والجغرافي سيبقى محفوظاً تتناقله الأجيال ولو بحكايات وقصص وأغان، مزروعاً في ذاكرتها وذكراها..

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار