الموسيقي مازن درغام: أول رقيم موسيقي مكتوب وهو في أوغاريت

الوحدة 28-7-2021

 

هناك أشخاص هاجسهم تقديم كل ما هو جميل وأصيل، ونشر رسالة الفن الراقي والمساهمة في خلق جيل يؤمن بأن الموسيقا تساهم في ارتقاء المجتمع ومنهم الفنان مازن درغام الذي يمتلك حساً فنياً لافتاً، وموهبة دعمها بالدراسة الأكاديمية، وهو حالياً يدرس في المعهد الموسيقي باللاذقية.

الوحدة التقت الموسيقي مازن درغام وكان معه الحوار الآتي:

– لماذا اخترت العزف على آلة الكمان دون الآلات الأخرى؟

آلة الكمان آلة رئيسية ذات عالم واسع الأفق، ولأنها تحتضن أنماط المؤلفات الموسيقية كلها من كونشيرتو أولونغا أو بشرف، وهي الآلة الموسيقية ذات الصوت العذب الصدّاح الذي يبعث في نفسي حب هذه الآلة والتعلق الشديد بها، وقد كنت مولعاً بصوت الموسيقا منذ صغري خاصة صوت آلة الكمان الذي يدغدغ ويرتقي بالمشاعر.

– كيف تتعامل مع آلتك الحسية الموسيقية في حالات الفرح والحزن؟

أتعامل مع هذه الآلة موسيقياً بكل أحاسيسي الداخلية والخارجية فأنا عندما أعزف على آلة الكمان أشكل حواراً بيني وبينها مترجماً ما يدور في داخلي وتعكس مزاجي ومشاعري في جميع الحالات فآلة الكمان هي صديقي الحميم أبوح له بكل أسراري ومشاعري.

– ماذا عن خصوصية وأهمية التراث الموسيقي في ساحلنا؟

التراث الموسيقي غني جداً في الساحل السوري، ولا ننسى أن أول رقيم موسيقي مكتوب وجد في أوغاريت وساحلنا السوري قدّم تراثاً مميزاً وهناك مقطوعات موسيقية عمل على تطويرها وبعض الأغاني التي لا تزال تردد إلى أيامنا هذه مثل أغنية (يا محلا الفسحة) وأغنية (على موج البحر) وهناك من يهتم بالمحافظة على التراث الموسيقي الساحلي وعلى تطويره في بعض المجالات والحالات مثل الأستاذ الباحث الموسيقي زياد عجان والأستاذين  فواز العلي وغياث محمود.

– برأيك إلى أي مستوى من العالمية وصلت الموسيقى العربية؟

وصلت الموسيقى العربية إلى أعلى مستوى من العالمية وذلك من خلال الأصوات النادرة كأم كلثوم والمطربة اسمهان والمطرب السوري الكبير صباح فخري وغيره من الأصوات التي أثبتت للعالم أعلى القدرات والإبداع في الموسيقا العربية من خلال غناء القصيدة أو الموشح أو الدور، وغير ذلك من فنون الإبداع ويجب العمل على نشر الموسيقى العربية إلى أنحاء العالم قاطبةً لما لها من مكانة راقية وسحر خاص.

– لك تجربة في التلحين والتوزيع الموسيقي فماذا تخبرنا بهذا الخصوص؟

عالم التلحين والتوزيع الموسيقي هو بالأساس العالم الرئيسي للموسيقى وكوني  أعزف على عدة آلات موسيقية أبرزها آلة الكمان، وكوني درست فن الموسيقا بشكل أكاديمي، فلدي الأرضية المناسبة لهذا المجال، وقد أحببت هذه التجربة، وخاصة أنها تختص بالأغاني الوطنية، وتحديداً في هذه الظروف التي يعيشها بلدي الحبيب.

– وماذا عن كتابيك قيد الإصدار.

الكتاب الأول فيه أغان للمبتدئين، والثاني فيه أغان ومقطوعات موسيقية، وهذان الكتابات قيد الإصدار.

أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم شيء مهم لكل راغب في تعلم الموسيقا ولكل مهتم بهذا الفن الجميل.

– من خلال تدريبك للطلاب على العزف، ما الرسالة التي تود إيصالها عبر عملك الفني؟

أود أن أنشر رسالة موسيقية هادفة تهتم بشخصية الطفل وموهبته، أو شخصية كل موهوب بغض النظر عن العمر، وتعويد أذنه على سماع الموسيقا الجيدة والمحافظة على تراثنا الموسيقي الرائع.

وبمساعدة زوجتي وهي مدّرسة في المعهد الموسيقي أسسنا فرقة للأطفال على مختلف الآلات الموسيقية، وتوزيع بعض الأغاني الوطنية والقومية شاركنا- ولا نزال- في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها محافظة اللاذقية.

وقد لمست عند الأطفال حساً وطنياً عالياً، وحباً كبيراً لهذا النوع من الأغاني التي تتغنى بوطننا وبقائدنا.

– كلمة أخيرة للموسيقي مازن درغام…

أتمنى أن يعود الأمن والأمان إلى كافة مناطق ورحاب سورية الحبيبة، مهد الحضارات وكلنا ثقة بانتصار وطني رغم هذه الحرب الشرسة على بلادي، لأننا نؤمن بحكمة وقيادة رئيسنا المفدى الدكتور بشار الأسد، ونؤمن بقوة وصلابة جيشنا المغوار، ونؤمن بأنفسنا نحن السوريين، ولأن سورية الله حاميها.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار