الجيش الأبيض في المشافي العامة للدولة.. بوركت جهودكم

الوحدة 26-7-2021

 

 

حافظ الأطباء في سورية على الاستمرار بتقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية في المشافي العامة والخاصة والمراكز الصحية طوال الـ (10) سنوات لجميع المرضى، مساهمين بذلك مع باقي الشرائح العاملة في الوطن بالمحافظة على عمل مؤسسات الدولة واستمرار تقديم معظم الخدمات للمواطنين، إلا أنه في السنوات الأخيرة تظهر بعض النداءات بضرورة تحسين مكاسب الأطباء ورفع أتعابهم الطبية رغم كل ما يعانيه المواطن من تبعات الغلاء الفاحش وضيق العيش جراء الأزمة والحصار الجائر على سورية، وهناك من يتعمد طرح صورة تشاؤمية لمستقبل الأطباء في الداخل ويرسم صورة معسولة لهم في حال إذا هاجروا إلى الخارج، وهذا الطرح مناف تماماً  لواقع الأطباء الفعلي، فما زال معظم طلاب الشهادات يحلمون بدخول كليات الطب والبعض يدفع المال الباهظ في سبيل أن يصبح طبيباً في بلدنا نظراً لوضعهم المعيشي المريح، من جهة أخرى فإن واقع عمل الأطباء في الخارج ليس آمناً ومريحاً كما يصوره البعض.

ولتسليط الضوء على حال هذا الموضوع  يجب الأخذ بعين الحسبان النقاط الآتية:

– إدراكاً لأهمية مهنة الطب ودورها الإنساني والوطني في المجتمع قامت الدولة على عاتقها ببناء كليات الطب والمشافي وتأمين التجهيزات الضرورية وتدريس مهنة الطب بدءاً من قبول الطلبة المتفوقين من حملة الشهادة الثانوية العامة في جامعاتها  لتعليمهم مجاناً علوم الطب العام على مدى ست سنوات مروراً بإتاحة الدولة لهم ممارسة المهنة ومتابعة التخصص في مشافيها العامة إلى أن يصبح الطبيب مقتدراً تحت إشراف المختصين، وهناك من توفده الدولة للخارج على نفقة الخزينة العامة من أجل متابعة الدراسة والتخصص، علماً أن تكاليف دراسة الطب في الجامعات الخاصة والأجنبية تفوق عشرات الملايين وأكثر، ومن الطبيعي أن يقوم الأطباء بإيفاء ما قدمته الدولة لهم من رعاية ودعم من خلال تأدية عملهم بدون تململ ومنية في مشافي الدولة.

– للأسف هناك بعض الأطباء العاملين يجد أن تأدية مهنة الطب في مشافي الدولة أمراً لا مكسب منه وغير مجدِ  في ظلّ الظروف الراهنة من الحرب والحصار الجائر بسبب الأجر الشهري المتواضع بنظرهم، علماً أن هذا الحال العام ينطبق على جميع العاملين في الدولة سواء أكان مهندساً أو معلماً  أو عاملاً أو جندياً أو فكلهم يخدمون في الوطن، ويجب الصبر والتحمل كما يتحمل الجميع، والتفكير بحال الفقير والموظف وذوي الدخل المحدود.

– ويعلم الجميع أن الطبيب لديه أبواب مفتوحة لطلب الرزق الإضافي حيث أن دوامه الرسمي في المشافي العامة محدود جداً لا يتجاوز 20 ساعة في الأسبوع أو أقل أحياناّ وبالتالي لديه وقت للتعاقد مع المشافي الخاصة ومزاولة مهنته في عيادته الخاصة وتحسين أوضاعه وبالفعل فالغالبية تفعل ذلك، ويتقاضي الطبيب أجوراً فوق أربعة آلاف لقاء معاينة مريض، وبالتالي ما زالت شريحة الأطباء تعيش بحال أفضل من باقي شرائح العاملة في الدولة.

– أما بالنسبة للصورة المعسولة لعمل الأطباء في الخارج والحلم برواتب مغرية فقد سمعنا ورأينا كيف يتم استغلال الأطباء الأجانب ويكلفون تجنياً بأعمال التمريض وإلزامهم بالمناوبة في أيام العطل ويتقاضون أجوراً أقل من أطباء حاملي الجنسية الأصلية في البلد المضيف ناهيك عن لعنة التمييز والغربة ومشاكل اللغة الأجنبية لهم ولأسرهم المهاجرة معهم…

ويبقى العمل في وطن شرفاً وقيمة ما بعدها قيمة.. والكل في الوطن يوجّه التقدير والاحترام لكل طبيب مستمر بعمله وعطائه في المشافي العامة.

زاهر البركة

تصوير: حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار