الوحدة : 25-7-2021
علي صالح وُلِد في قرية (دوير بعبدة) التابعة لمنطقة جبلة في محافظة اللاذقية عام ٢٠٠٥م، وترعرع في كنف والدهَ في بيئةٍ محفّزةٍ على العلمِ والأدب، لُقِب قباني المركز (المركز الوطني للمتميزين)، التقيناه ليحدثنا عن تجربته الشعرية رغم صغر سنّه.
– علي صالح في سطور؟
منذ صغري كنت أقرأ القصص والكتب العلمية وسير حياة المشاهير والعلماء ودواوين الشعراء، تجاوزت المرحلتين الابتدائية والإعدادية بتفوق ونلت في شهادة التعليم الأساسي ٣٠٩٤ درجة من ٣١٠٠ درجة، وكنت آنذاك طالباً في مدرسة المتفوقين في جبلة، أما الآن فأنا أدرس في المركز الوطني للمتميزين في الصف الثالث الثانوي.
– كيف تميّزت في العديد من القصائد، ماذا عن تجربتك الشعرية رغم صغر سنّك؟
في الحقيقة، إن تجربة الشعر كانت لي واحدةً من أهم الأشياء في حياتي، عندما كنت صغيراً كنت أحاول أن أنظُمَ الشعر وتمكنت في سن الرابعة عشرة من كتابة أول قصيدةٍ موزونةٍ مقفّاةٍ عن الوطن، وبعدها انطلقت في الكتابة وكتبت على عدةِ بحورٍ شعرية، وبالطبع كان والدايَ وأستاذتي من المشجّعين على الدوام
– من أين استمديت ثقافتك الشعرية وتميزك بالشعر؟
بصراحة لقد تأثرت بالقصائد الوطنية للشاعر الكبير نزار قبّاني وبشعر الحكمة والفخر للمتنبّي الذي حفظت العديد من قصائده. وكان من أكثر الشخصيات التي أثرت فيّ مدرّسي في مادة اللغة العربية سابقاً الأستاذ والشاعر أبو الوفا أحمد، الذي ساعدني على تسلّق سلّم الشعر في خطواتي الأولى، ولطالما كان يدفعني إلى المثابرة. وأذكر أيضاً المدرسة والشاعرة عهدات موسى التي ساعدتني في بدايات كتابتي للشعر وقدّمت لي فرصة المشاركة في مهرجان الجمعية العلمية التاريخية لعام ٢٠١٨ في المركز الثقافي في جبلة، حيث قمت بإلقاء قصةٍ قصيرة فأنا أكتب القصة أيضاً.
– ماذا عن التكريمات التي حصلت عليها وعلى ماذا؟
حصلت على تكريمٍ من وزارة الدفاع لكوني من الأوائل على القطر في شهادة التعليم الأساسي من بين أبناء العسكريين، كما نلت شهادة تقدير من الجمعية العلمية التاريخية بعد مشاركتي في المهرجان المذكور آنفاً، إضافة إلى بطاقة ثناء من المركز الوطني للمتميزين حيث حصلت على المركز الأول في المسابقة الشعرية المقامة فيه لعام ٢٠٢١
– هل سنرى في القادمات من الأيام كتاباً شعرياً باسمك؟
هذا ما أعمل لأجله وبكلً جد، حيث أن لي عدداً وافراً من القصائد الوطنية والغزليّة وقصائد الحكمة والمديح، ولا أزال مواظباً على صقل موهبتي.
– هل لنا بأبيات من شعرك؟
إن أكثر المواضيع التي حازت على اهتمامي في كتاباتي هي الوطن والعاطفة، وهذه القصيدة بعنوان “أسود العروبة” والتي كنت قد ألقيتها في حفلة عيد المعلم العربي التي أقامها المركز الوطني للمتميزين العام الماضي: كُرمى لِمُعلٍ مجدَ هذي الدولةِ هوَ حافظٌ، أسدُ انتصار عروبتي فلقد بنى لبني بلادي سؤدداً عند انتفاضةِ جيشهِ في همةِ وهنا العدوُّ وقد تهاوى في الوغى فعلاً وصار محطَّم الأسطورة هي حرب تشرينَ التي قد أرجعت للعُرْب روح جسارةٍ وبطولةِ قد أكملنَّ بها العظيم جهوده في نهج تصحيحٍ لضعف الأمةِ هوَ روح بعثٍ للشباب من الكرى في ثامنٍ وبسادسٍ في قوةِ لم يعرف العَرَبُ اندثار الذل قبل مجيئه أسداً كثير الفطنةِ هو من أحال الأرض من مستنقعٍ لبلاد بنيانٍ مَهيب النَّظرةِ وقد استنار مقاومو كل البلاد بهِ وبالفكر الفريد الصَّنعةِ عجزت قراطيس المؤرّخ أن ترى ندَّاً له في طول بحر كتابةِ ولقد أتى خلفاً لهُ سيفٌ علا بشارُ بان تطوُّر وحداثةِ وهو الذي قهر العدا ولقد هووا مثل الكلاب ودعِّسوا بمذلةِ والخائنون عهودهم قد قبلوا سفل الحذاء لدى عليِّ الهامة مدَّ الإله بعمره وعلى أبي هِ المرتقي كلّ الثَّنا والرّحمةِ إنَّا مع الأسد العظيم على المدى حتى نزيف الجرح آخر قطرةِ وهذه القصيدة العاطفية أيضاً بعنوان /عذاب الحبّ/: أنا شخصٌ تأرَّقَ في سهادِ ونفسهُ قد تهاوت في الوهادِ لعمري سوف تقتلني فتاةٌ على طولٍ لأزمنة بعادِ نعم، إني لمشتاقٌ إليها وإني للمتيمُ بالسوادِ أقر بأنَّ عينيها جمالٌ تلألأ فيه حبِّي في ودادِ سواد العين أرداني صريعاً قتيل العشق منحطم العمادِ محبَّتك العظيمة يا ملاكي ستذبحني بسكين الشِّدادِ وعيني لا ترى إلاك نجماً وأنت أسرت كوناً باقتيادِ تقول الكائنات يقر إنس يذيع الجنُّ أن العشق زادي أنا دون الرُّؤى لك كلَّ يومٍ أموت كما حجار من جمادِ هناك ضفيرةٌ علِّقت فيها غريقاً قد تمسك باعتضادِ لك التقدير بل كل احترام على الأخلاق يا زينَ البلادِ أصيح بحبّ بنتٍ بين خلقٍ على قمم الجبال ببطن وادِ لأقسم بالمصاحف أن عشقي ليبعث بي وروحي من رمادِ عمود الحبِّ مصلوبٌ عليه ولستُ مقاوماً ما من عتادِ شقيت طوال عمري باحثاً عن فتاةٍ ملؤها قول السدادِ قباب شموخك البيضاءُ طلَّت عليَّ فقلت ذاك هو اعتمادي أنا شخصٌ أحبُّ وقار بنتٍ وأعْجبُ بالجمال فذا مرادي حياؤك ساحرٌ والشّوقُ صعبٌ وبعدي عنك أسوأ من عوادي ينادي جوف قلبي في دعاءٍ إطالة عمر حبِّي في امتدادِ أطال الله عيشك يا ملاكي وإلا لستُ أحيا باستنادِ أتم ختام قولي باعترافي بأن الحبَّ لي مثل السمادِ.
– ما رأي أساتذتك في اللغة العربية بكتاباتك؟
– أثنى أساتذتي على كتاباتي وخصوصاً الأستاذ أبو الوفا أحمد والذي أعطاني دفعاً كبيراً في كتابة الشعر، وقد قال لي ذات مرةٍ بأني قد سبقت الشاعر الكبير نزار قبّاني في نظم الشعر حيث نظم قصيدته الأولى في السادسة عشرة من عمره، في حين نظمتُ قصيدتي الأولى في سنّ الرابعة عشرة
– في المركز الوطني للمتميزين تسمى (قباني المركز)، كيف نلت لقبك؟
لقد نلت هذا اللقب بسبب قصائدي العاطفية والغزلية ومدحي الفتيات الجميلات، وهذا ما اشتهر به الشاعر نزار قبّاني كما هو معروف.
نرجس وطفة