الوحدة : 25-7-2021
السيدة العجوز
سمعت السيدة العجوز صخباً في الشقة المجاورة، فظنت أن الصوت يخرج من بيت ابنها، فاتصلت تستفسر: يا ولدي زوجتك الأفعى تطلق فحيحها، أم حماك المتمسكن يكشف عن وضاعته الخسيسة؟ فأجابها لا يا أمي، هم جيراني، وسأستطلع الخبر؟ حين عاد الضجيج مرة أخرى، اتصلت وقالت: جيرانك الوحوش يتشاجرون شجار اللصوص، وربما يطلبون العدالة في تقاسم ما سرقوه؟ فقال لها: لا يا أمي، لقد زلت قدمي اليمنى على السلم، وهم يسعفونني الآن.
عُرس
مرضت ابنتها العروس وماتت، فجالت على الأعراس، تتقدم من كل عروس وتقول لها: لو كانت ابنتي على قيد الحياة، لكانت أجمل منك، وبعد تلقيها من الصد والرد ما يمنعها تماماً، أخذت تلعب دور الأم، إلى أن جاءت فتاة وقالت لها: لو كنت أمي لما صرت عروساً.
ردت المرأة بأسرع مما هو متوقع: سأصبح عروساً لرجل يناسبني ويناسب عمري، فالحياة كلها أعراس، لكنها لم تجد رجلاً في محطته الأخيرة يقبل بها كجليسة تؤنس مرضه حتىّ؟!
أقنعت نفسها بأن الأعراس لم تعد أعراساً وإنما أمسيات في (صالات) كبيرة وهي تصر على أن عرس ابنتها لو تم لكان حقيقياً.
سارق الماء:
مزارع اتهم جاره بسرقة حصته من الماء، وزراعة قطراته قطرة قطرة، وحين اتهم بالخبل: أصر على أن للماء جذوراً تنبت تحت الأرض.
انتقلت الملكية لآخرين، فحفروا بئراً، وبعد سنوات مر ذلك المزارع بجوار الأرض وقال: هؤلاء مغفلون ، فهم لا يعلمون أن جارهم يسرق ماءهم.
سمير عوض