الفكرة (الصح) والتوقيت (الخطأ)!

الوحدة : 24-7-2021

ورطتني العصفورة، وما حسبته شدو بلبل صار غوغاء جراد،  نشازاً على أوتار صدئة، عندما همست بأذني، ألهمتني الفكرة، النصيحة بجمل وتصبح عبئاً عندما تأتي بالتوقيت الخطأ.

ومع هذا سنعرضها في بازار المزاودات  المحسوبة على كبر المعلاق، مهما قوبلت بفلتات اللسان، أننا نبيع الماء في حارة السقايين، وننتهز الفرصة لتذكير مديرية الموارد المائية بما عليها انتهازه، فقد وافق شن طبقة، أمطار قليلة ومناسيب تخزين متدنية، لكن لا تبقى على مدى السنين قليلة فالعام الفائت عملت (المفائض)، وبلغ التخزين منسوبه الأعظمي، فيما انخفض هذا العام إلى حده الأدنى، فلتعدّ المديرية عدّتها لتعزيل ما تيسّره معداتها لذلك، واليوم نقص التخزين، يندرج تحت مصائب قوم عند قوم فوائد، وعلى المديرية تحيّن نهاية الموسم بالتعزيل إن .. استطاعت إلى ذلك سبيلاً!

تعزيل السدود مصطلح يقع خارج ثقافاتنا المائية، سمعنا به أوّل مرّة، لدى تعزيل سد الحفّة العام قبل الفائت، السد الوحيد الذي عرفنا ما في قاعه من طمي، بعد أن تم استخراجها عام ٢٠١٩، عندما اتخذت السلطات المحلية قراراً بتحويل استخدامه من الري لاستخدامه لأغراض الشرب.

 لا أحد بما في ذلك الموارد المائية، يستطيع إعطاء رقم عن الفاقد الحقيقي جرّاء تراكم الطمي، بدليل أن الرفع الطبوغرافي لكميات الطمي أجريت بعد تفريغ سد الحفة.

وأقول جازمة أن سدودنا لم تعزّل ولا مرّة منذ إنشائها، باستثناء هذا السد الذي يخزن مليونين ونصف المليون متر مكعب، استخرج منه مائة وأربعين ألف متر مكعب طمياً، بعد خمسين عاماً من إنشائه.

تبينّا أن الفكرة مرفوضة قولاً وفعلاً لدى الموارد المائية.. من المسلمات لكنّها ليست من الأولويات، أي حماقة تلك تدفع للزوم ما لا يلزم في هذا الظرف الصعب وليتر المازوت ب٥٠٠ ليرة والقلّاب الواحد يحتاج ما لا يقل عن مائة ليتر على سبيل المثال، كلف كبيرة لا تتناسب مع الجدوى الاقتصادية، والوضع الحالي.

أوضح لنا ذلك مدير الموارد في اللاذقية م. فراس حيدر وأضاف: مطمئناً إن مآخذ الري لا توضع أسفل السد إنما بارتفاع ثلاثة إلى خمسة أمتار ضمن المنسوب الأعلى المحسوب فيه حساب ارتفاع الطمي إليه.

إلى متى يمكننا التجاهل؟

فكما أنّه بتصميم السدود يحسب حساب الطمي فيوضع مأخذ الري على ارتفاع عدة أمتار عن المستوى التقديري لتزايده  المستقبلي، فبالوقت نفسه، يؤخذ بالاعتبار أيضاً، الضغط الجانبي للسد الذي يزداد باستمرار مع تراكم الطمي ما يؤثر على العمر الافتراضي له.

أشد ما تكون الحاجة هي بسد الثورة الذي يمتلئ مرّة كل عشر سنوات، وآخرها بعام ٢٠١٣، فللسد أسراره الدفينة، الله أعلم لماذا لا يمتلئ في شتاءات المواسم المطيرة؟، نحن في معرض البحث عن سبل استثمار السدود بكامل طاقاتها التخزينية والطمي واحد من أعداء التخزين ونتغلّب عليه بالتعزيل، فالعدو المستلقي في قاع البحيرة هو صديق للأراضي الزراعية بمثابة سماد عضوي خرج من ملحقاتها ومآله العودة إليها.

وكانت مديرية الزراعة في فترة ماضية مقتنعة بجدواه، لكن الأزمة الحالية أشبه بغيمة سوداء شلّت كل تحرك إيجابي بين المديريتين.

خديجة معلا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار