الأولوية للآخرين.. زراعة ولكن!

الوحدة: 22-7-2021


خلال كل الأزمات الاقتصادية التي مرت ببلادنا على مر الزمان، كان دائماً اللجوء إلى الأرض، وزراعة كل شبر فيها هو المنجى الوحيد دائماً، إن كان للدولة للخروج من عنق الزجاجة والمحافظة على الأمن الغذائي ولو بشكل بسيط، أو للإنسان لتأمين ما يسد به رمقه ويؤمن غذائه، ولم تكن الحكومة آنذاك تدخر أي مجهود لتوفير مستلزمات الزراعة، ودعم المزارع بشتى الطرق والوسائل، إلا الآن حيث يشعر المزارع أن كل شيء ضده وأنه ما من عصاة إلا وتم وضعها في دواليب عجلته لمنعه من السير قدماً وتخطي هذه الظروف القاسية على الجميع والنهوض منها بأقل الخسائر، وما من حرب إلا ويخوضها وحيداً دون أي دعم، وإن بدأنا بعد الحروب التي خاضها المزارع أو العصي التي تلقاها فالعد يطول ولا ينتهي، ولكننا سنذكر مثالاً عانى منه مزارعو الساحل هذا العام بشكل خاص، وخسروا محاصيلهم بسببه، حيث أنه في الوقت الذي كان بجب أن يتم فيه تسميد محاصيلهم الرئيسية التي يشتهر فيها الساحل السوري من زيتون وحمضيات مُنع توزيع الأسمدة إلا للقمح، مع العلم أنه وبعلم الجميع ليست كل أراضي الساحل  صالحة لزراعة القمح، بل أغلبها في المناطق السهلية منه مزروع بالحمضيات، أما في المناطق المرتفعة منه فمزروعة بالزيتون حيث حيازات المزارعين قليلة ومساحاتها محدودة، ويئن المزارعون وجعاً وحزناً على محاصيل هذا العام مؤكدين أن كل المحافظات السورية سمدت محاصيلها ومزروعاتها حين كان سعر كيس السماد ب 9000 ليرة، وعندما جاء دور تسميد الحمضيات والزيتون لم يُسمح بالتوزيع بحجة أن السماد مخصص فقط لمحصول القمح، علماً أن مستودعات المصارف آنذاك كانت تفي بالغرض، ولكن تم نقلها لصالح محافظات أخرى تزرع القمح، وتركت مواسم المنطقة في مهب الريح  ومن ثم وبعد انتهاء فترة التسميد توافر السماد بأسعار خيالية تفوق قدرة المزارعين على شرائها.

ويتساءل المزارعون يا سيادة الحكومة ماذا يفعلون وليس بمقدورهم أي شيء وخاصة أنه حتى روث الحيوانات الذي كان بديلاً عن الأسمدة أصبح أيضاً بالعملة الصعبة لندرة الأبقار والمواشي بعد كل الأمراض التي نالت منها وحاصرتها ونفق الكثير منها بسببها، وأيضاً غلاء العلف الذي لم تجد الحكومة نفسها أي حل له لتأمينه ضمن المعقول رغم آلاف النداءات والاستغاثات ما دفع بغالبية المربين لبيع ما تبقى من مواشيهم خوفاً عليها من الموت مرضاً أو جوعاً… سؤال المزارعين الذين لا يعرفون عملاً آخر يسترزقون منه سوى الزراعة، ماذا هم فاعلون في قادم الأيام؟ برسم حكومتنا العزيزة .

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار