سلق القمح حكاية اختزنتها الذاكرة وعادت من جديد

الوحدة: 22-7-2021 http://youtu.be/DzWHDF28VlY

 

فيما مضى من الزمن كان موسم سلق القمح يعتبر مهرجاناً شعبياً لمعظم أهالي الريف، هذه العادة وغيرها من العادات كادت أن تختفي من مجتمعنا، ولكن نتيجة الظرف الاقتصادي الحالي وصعوبة تأمين متطلبات الحياة عاد البعض لمزاولة عادات كانت قيد الأفول والنسيان وباتت قصصاً تختزنها الذاكرة ترويها الجدات للأحفاد مثل حكايات كان يا ما كان…

فترة العيد هذه قضاها البعض في التجول والسياحة بينما البعض الآخر ارتأى أن يغتنمها في قضاء أشغاله وأعماله والتي هي أدعى للحاجة في هكذا ظرف وفي هذه الأيام ينشغل البعض بموسم سلق القمح لإعداد المؤونة من البرغل وهو المادة التي تشكل عماد كل بيت وهو الذي يقال عنه مسمار الركب..

تسرد السيدة أم عاطف ما في ذاكرتها عن تلك الأيام التي كانت عجائز الحارة تجتمعن على سطح الدار تقضين جلّ النهار متجاذبات أطراف الحديث والحجة مراقبة السليقة وتفويت الفرصة أمام الحمام والعصافير لاقتناص حبات القمح قائلة:

كان يا ما كان في زمن كنا نأكل مما نزرع و الأرض كلها عطاء، كان معظم أهالي القرية يستعدون لموسم سلق القمح حيث كان يتم الاتفاق بين عدة عائلات على يوم محدد يجتمعون فيه لسلق القمح وبتعاون الجميع نسوة ورجالاً حيث كانت النسوة تقمن بغربلة القمح قبل السلق ثم يعمدن لغسله وتصويله وبعدها يوضع القمح في قدور كبيرة وعلى موقد من الحجارة يتم إعداده لهذه الغاية تم الاستعاضة عنه حالياً بموقد حديدي أعد لمثل هذه الحالات وما شابهها ومن ثم تضرم النيران فيه لحين يتم نضوج القمح، ويكون الرجال قد تهيؤوا لنقله بسلل من أعواد الريحان (القفير) ويقومون بمده على أسطح المنازل لعدة أيام لتجففه الشمس بشكل يضمن معه بألا يصيبه السوس ويكون برغلاً بنكهة التعب والعرق المتصبب من الجباه، وتضيف قائلة: كانت  سعادتنا كبيرة عندما نحظى بصحن من (السليقة) مضافاً إليه الملح أو السكر كل حسب رغبته، فهيهات لذلك الزمن الذي ودعناه مع كل الحب والبساطة والشقاء الذي كان فيه…

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار