يا سائس الريح رفقاً بروابينا

الوحدة 18-7-2021

http://youtu.be/BgfCSdtPTlA

ردّ عليّ معاون رئيس دائرة الحراج المهندس جمال صقور السؤال بمثله، عندما استفسرت منه إن كان ما بعد الحرائق كقبله، وما كنت لأفطن لولا ذكرني أني سألته السؤال عينه العام الفائت، وعلى مبدأ الصور الفنية وما تتضمنه من ترميز وإيحاءات تعبيرية، كنت أود أن أوصل له أن أي عام ينبغي أن يكون أفضل من سابقه ذلك أضعف الإيمان ألا تتكرر قلّة حيلة عام ٢٠٢٠، الذي كان استثنائياً، ساقت الريح أقداراً تخطت أسوار المعقول، فأوقعتنا في المحظور، دعونا، ضربنا على الطناجر، وأعلنّا حالة النفير على الحرائق، حتى أبرق لنا الحظ أنه بريء من رجس الشيطان، فعدنا ورمينا عجزنا على الإمكانيات التي نكست رأسها، وما رفعته إلا في اجتماع الحرائق السنوي، الذي أعلن الجميع فيه الحداد على الأرض المحروقة وتعهدوا بحماية ما نبت فيها من فرع لفيف في مهده.

الجميع على أتم جاهزية لولا كلمة (لكن)، وفيها من تصادق العنقاء والخل الوفي ما يشبه تغازل الطيران الزراعي والغيث معاً لحظة اندلاع الحريق.

يركل الخيال الواقع بقدمه (ابتعد سأجلس مكانك) لكن (واحسرتاه)، كثير من المنغّصات تتلطّى وراء إجراءات إخماد الحرائق الموسمية ما بالك تلك التي تندرج تحت بند التخريبية.

يقول معاون الدائرة، للحرائق آثار عواقبها وخيمة تجلت العام الفائت ب:

– زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب مشاكل صحية ويساعد في ظاهرة الاحتباس الحراري.

– خسارة كبيرة في الثروة الغابية، خشب، نباتات، رعوية وعطرية وطبية ونباتات رحيقية، أصول وراثية.

– تدهور التربة نتيجة التعرية والانجراف، إضافة لنقص حاد في منسوب المياه الجوفية.

– حدوث ترسبات كبيرة في بحيرات السدود المائية وبالتالي انخفاض كمية المياه المتوفرة سنوياً.

– تراجع التنوع الحيوي بسبب دمار النظام البيئي داخل الغابة.

– التأثير السلبي على السياحة.

– تراجع مستوى الدخل على المستويين المحلي والقطري.

– دمار هائل في الأشجار المثمرة وخاصة من الزيتون.

– قتل وتهجير الكثير من الحياة البريّة.

– تضرر الخدمات العامة (كابلات هاتف، شبكة كهرباء، محركات ري، وحتى الطرق المعبدة).

كل هذه المصائب ابتلينا بها، فماذا فعلنا بعد؟!

 صقور قال: بهدف دعم المناطق الحراجية الفقيرة بمصادر المياه، تم إعداد دراسة لتركيب أحد عشر خزاناً بلاستيكياً في مواقع متفرٍقة من المحافظة سعتها سبعون متراً مكعباً، كحل إسعافي طارئ لتزويد الإطفائيات بالمياه.

إضافة لتجهيز بعض البرك البيتونية بالمياه في حال نشوب أي حريق قريب، علاوة على المتوفر من البرك القديمة، لتعبئتها والاستفادة منها أيام الذروة.

الرجل قال إن التعاون والتنسيق سيكونان مع جهات عدة حال حدوث أي حريق ومنها دائرة التشجير المثمر التي وعد مديرها المهندس صفوان سعيد بزج ثمانية عشر بلدوزراً تحت تصرف مديرية الزراعة (دائرة الحراج) لتوزيعها أثناء الحرائق، شأنها بذلك شأن بقية آليات التشجير المثمر.

وأكد قائد الدفاع المدني جاهزية المديرية للتعاون من خلال مفارزها الست المنتشرة مع آلياتها في مناطق المحافظة.

ومن الإجراءات الفعّالة التي لا غنى عنها زيادة مناهل المياه ورفع كفاءة المستخدم منها، زيادة عدد آليات الخدمة الفنية العاملة بتعزيل جوانب الطرق، هذا وتتحمل الأسلاك الكهربائية جانباً من مسؤولية الحرائق عند احتكاكها مع بعضها بفعل الرياح الشرقية.

وأخيراً المعاناة من عدم توفر مادتي المازوت والزيوت، وتخفيض مخصصات  المناشير الآلية القرصية، وقدم سيارات الإطفاء وكثرة أعطالها نتيجة تراكم العمل وارتفاع نفقات صيانتها كل عام.

المديرية بدأت منذ الثالث من أيار بترميم الطرق ونفذت حوالي ٥٠٠كم من الخطة الزراعية البالغة ١٧٠٠كم، وتأمل تركيب مضخات على سد ١٦ تشرين لتأمين المياه لصهاريج الإطفاء.

وليس لنا إلا أن نختم بقولنا هذا:

 يا سائس الريح رفقاً بمغانينا

      قد جفت الكروم عطشى في روابينا.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار