الوحدة 18-7-2021
ضمن برنامجِها الأسبوعي (فكرٌ بلا حدود) أقامت الجمعية العلمية التاريخية محاضرة ثقافية بعنوان (أحيقار.. حكيم نينوى) ألقاها الأستاذ عز الدين علي رئيس مجلسِ إدارة الجمعية العلمية التاريخية الذي سلط الضوء على شخصية الحكيم (أحيقار)، فمن هو أحيقار؟
بيّن الأستاذ عز الدين أن أحيقار هو حكيم نينوى وآشور، ظهر في القرن السابع قبل الميلاد، وكان مستشاراً للملك اسرحدون، وكذلك لوالده سنحاريب، وحامل ختم الملك، وكان موقراً لديه، ورأيه رشيد عنده.
ويعدّ أحيقار ظاهرة متفردة نظراً للإرث الثقافي الحضاري الغني والواسع الذي أضاء تاريخ تلك المرحلة من جوانب عدة ثقافية وفكرية، تاركاً دليلاً تاريخياً على كافة الصعد السياسية والدينية والتعليمية والأدبية والفكرية وإدارة العلاقات الاجتماعية العامة والعلاقات بين الإنسان والآلهة، وكذلك العلاقات التبادلية بين الشعوب والحضارات، وأبرزها العلاقة بين الآشوريين مع كل من الفراعنة وبلاد فارس.
وقد انتشرت أفكاره في بلاد الرومان والسلافيين وأرمينيا واليونان وآسيا الصغرى وفارس والمنطقة العربية وصولاً إلى أثيوبيا.
وأشار المحاضر إلى أن أحيقار شخصية تاريخية فذة لكنها مجهولة للكثيرين، وهو أول من طور الحكمة في العصر الآشوري، اشتهر بحكمته وانتشرت أخبار متعددة عنه في الكتب والأسفار القديمة، وقد وُرث عنه كتاب حكمه ووصايا لابنه يحمل اسمه (أحيقار) باللغة الآرامية ويعد هذا الكتاب أقدم كتب الحكمة والأقوال الوعظية في التاريخ التي تدل على عمق النظرة الفلسفية للحياة.
ومما قاله أحيقار لنادان: يا بني إن سمعت كلمة فاتركها تموت بقلبك ولا تبح بها لإنسان لئلا تصبح جمرة في فمك فتكويك، وتضع إثماً في نفسك ويغضب الله عليك.
قصة أحيقار وخيانة نادان له
وحول قصة أحيقار الحكيم وخيانة نادان بيّن المحاضر أن أحيقار الحكيم مثقف وغني وعالم، لم يرزق بولد من صلبه لذلك تبنى ابن أخته (نادان) منذ كان طفلاً رضيعاً وعلمه ودربه وأغدق عليه الحكمة علّه يخلفه في مهمته كمستشار للملك أسرحدون، لكن نادان تنكر لمعروف أحيقار الحكيم لما وجد نفسه في المنصب الجديد وكاد له عند الملك ليقتله وذلك من أجل أن يبقى وحده دون منافس.
وفي ختام المُحاضرة، أجاب السيّد المحاضر على أسئلة واستفسارات و مداخلات الحضور.
ازدهار علي