هزيان…

الوحدة: 15-7-2021

سأخبركم، و(الاستعلامات) على ما أقول شهيد، أنه صدرت فاتورة الهاتف عن شهري آذار ونيسان، للدورة الثانية وفيها من الشجون، التي تحرق شحوم الوجه وتكسوه بالوجوم، تتوعد بالثبور وعظائم الأمور، فإما القطع وأما القطع، والسداد، يبدأ في الثالث من آب، والمهلة حتى الثاني من أيلول، لدينا من المدّة شهران، وفرصتان، واحدة للتفكير بالدفع، والثانية للدفع، وستضيع الثالثة بالقطع، وقد علمت هذا بالصدفة، وأنا أتلصص من دون قصد على ما حسبته بداية موسيقى انتظار لعامل الاستعلامات حتى يفاجئني المجيب الآلي، وبخفة دمه بدل أن يعلمني، عن الرقم السباعي الذي ينبغي عليّ إضافته كما طلبت إلى رقم مبدوء بأربعة في (حوصة) الأرقام العجائبية، التي لا يمكن أن تحزر بالمنطق تحولاتها السباعية لتباغتني الاتصالات بتحفة المعلومات، حسبته تداخل خطوط، أو تشويش من (الاتصالات) على الاتصالات، وإذا بالغاية، إعلانية ذات فحوى خدمية بنكهة تلميحية وقد أُعلم من أعذر، عفواً أٌنذر من أعذر، أقصد أٌعذر من أنذر، تلعثمت بالحديث من هول الصدمة، من كل شيء حولنا، ولأنني لا أجيد التدبير، لا أحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة، فأنا من فئة الناس الذين يعيشون كل يوم بيومه، أصرف ما في الجيب وأنتظر ما يأتي به الغيب، (على السبحانية)، فبالوقت نفسه، لا أرغب أن أسمع إلا ما يخص ذلك اليوم، ولا أبصر أبعد من أرنبة أنفه، فشراييني لا تحتمل قثطرة، ولا أرغب أن أموت وأنا أقيس الأمور بالمسطرة.

مكتنزو اللحم، ومكتنزو المال، يتشاطرون الهم في الجمع والإنفاق، أما أنا فلن أضرب الأخماس بالأسداس، لأنني بالأساس أعلم أن الإنسان رقم ثابت بين مجموعة المتحولات، ومهما زادت المتغيرات فهي من دون شك من المتحورات، الأرقام الأولية لا تقبل القسمة على اثنين فلمَ الضياع في مبادئ الحساب؟

دعونا من الرياضيات ومتاهات المتواليات، وقفزها العددي والهندسي،  ولنمسك نحن أرنب الأسعار الذي لا زال يدور ويلف في بستان الراتب، ترى أما زال العم منصور يمسك منشاره؟، رحمك الله شاعرنا الكبير سليمان العيسى، عندما كنت أنشودة على شفاه البراءة، أتراني أصبت بالهزيان عفواً (الهذيان)، بدأنا بالاتصالات وختمناها بالأسعار.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار