كيف يمكن إحياء الحرف اليدوية وإنشاء أسواق خاصة بها؟

الوحدة 14-7-2021

 

 

تتميز الأعمال اليدوية بكونها ذات طابع فني مبتكر ومميز، وهذه الأعمال يقوم بها مبدعون من خلال استخدام مواد أولية بسيطة، فهي تعتمد على مهارة اليد العاملة، ومع مرور الزمن أسهمت في التطور التاريخي والحضاري، وأصبحت تمتاز بالكثير من الإبداع والفن اللذين من شأنهما أن يدخلا في إثراء تراث البلد.

فهل يمكن في وقتنا الحاضر العمل على تطويرها وفقاً لمقتضيات العصر الراهن؟  وكيف يمكن للقائمين عليها والجهات المشرفة من رفع مستوى القدرات الذهنية والفعلية للكثير من العاملين فيها؟ علماً أن هذه الإنجازات تحظى بإعجاب كل من يراها.

وللوقوف على واقع الأعمال اليدوية في المحافظة وعدم تطويرها واندثارها يوماً بعد يوم كانت لنا جولة استقصائية لنتحدث مع بعض المهتمين بهذه المهن.

 يقول حسام خضور: أصبحت الأعمال اليدوية اليوم شيئاً نادراً، ولها أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والسياحية بسبب ما تدر من دخل لكل من يعمل بها، لذلك على المعنيين إيراد أهميتها على المستوى الاجتماعي والتراثي، فتطوير هذه المهن يمكن بإنشاء أسواق مخصصة لها، حيث تعتبر مصدر رزق لا بأس به للفرد والمجتمع، وخاصة أن تلك الأعمال اليدوية والسورية يتم تصديرها للخارج.

يقول صاحب محل بيع تراث الأعمال اليدوية: أنا لا أقوم بصناعتها ولكن أقتنيها وأشتريها من الناس التي يملكونها في منازلهم، فالحرف اليدوية حكاية فن وتراث، وقديماً كانت تتطلب جهداً يدوياً من الصانع، فكان لكل حرفة يدوية سوق خاص بها، لكنها اليوم غابت بشكل كلي، وأصبحت المحلات التي نشاهدها بديلاً عن كافة المهن التي عهدناها في الزمن الماضي، وكل الذين كانوا يعملون بها قد دخلوا التاريخ بأشغالهم المبدعة، فلا بد اليوم لهذه الحرف اليدوية أن تلقى اهتماماً واسعاً من الجهات المعنية لأنها فن عريق يعبق برائحة التراث الذي نتفاخر به..

لماذا غابت عن محافظة اللاذقية أسواق المهن اليدوية، علماً أنها بحاجة ماسة لهذه الأسواق نظراً لموقعها على البحر إذ أنها تعتبر مقصداً مهماً للسياحة؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى اندثار الكثير من الحرف اليدوية في المحافظة؟

حول ذلك حدثنا السيد جهاد برو رئيس اتحاد الحرفيين: تندثر هذه المهن يوماً بعد يوم لأسباب متعددة أولها ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم قدرة المهنيين على المتابعة بها، كما وأن قلة تصريف هذه الأعمال اليدوية أيضاً تعتبر من الأسباب الهامة التي أدت إلى عزوف الكثير من العاملين بها، ومن جهة أخرى تعتبر وراثية والكثير من الأبناء لم يحذو حذو آبائهم وأجدادهم بالمثابرة على هذه المهن، ونوه برو بأنه للأسف لا يوجد بالمحافظة سوق خاص للمهن اليدوية حتى يتم البيع من المحل، وبدورنا كاتحاد حرفيين طالبنا في اجتماع مجلس مدينة اللاذقية على ضرورة تأمين سوق للمهن الحرفية وتطويرها ودعمها مادياً واقتصادياً واجتماعياً لما تمثله من عراقة وحضارة لتدخل في صناعة التقاليد الشعبية، ولكن حتى تاريخه لم نلحظ أي اهتمام حول ذلك، ولنتيجة قلة العاملين بها نظراً للظروف المادية فقد قلّت الأيدي العاملة بها كونها لا تستحوذ شريحة واسعة من الناس الذين يهتمون بها، وإن وجد من يعمل بها فإنما هم عبارة عن هواة، ناهيك عن انعدام السيولة لها، لذلك فإن تصديرها يعد أحد الصعوبات التي تعترض سير عمل هذه المهن، وبلا شك فإن الاهتمام بها يتم بتقديم قروض ميسرة بلا فوائد للقائمين عليها لتأمين فرص عمل للكثير من المواطنين.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار