استكمال فرحة الناجحين في الشهادات العامة الثانوية وتأمين مستقبلهم…

الوحدة:10-7-2021

عقب كل امتحانات شهادات عامة تضج الدنيا بفرحة الناجحين وبالتهاني والتمنيات من قبل ذويهم وأحبابهم بدوام النجاح والتفوق، لكن هل سيلاقي الناجحون نهاية مرضية أو سعيدة في نهاية مسيرتهم الدراسية في المراحل اللاحقة من دراسة جامعية و إيجاد عمل مناسب، أم سيتبعثرون في متاهات الواقع الجامد لأسباب البطالة أو عدم وجود استيعاب كامل للخريجين في سوق العمل المحدود؟

في كل عام يحتفل معظم الطلاب وأهاليهم بالنجاح في امتحانات الشهادات العامة الثانوية التي تنهي فترة اثني عشر عاماً من عمرهم أمضوها في التحصيل الدراسي المتواصل لكافة المواد الأساسية والعلمية واللغات ومواد باقي المنهاج، ويجيء هذا النجاح تتويجاً للجهد المبذول من قبل الطالب برعاية الأهل الذين قدموا كل شيء من الوقت والجهد والمال لكي ينجح أبناؤهم في الدراسة ويؤمنوا مستقبلهم، كما يأتي نجاح الطلبة ثمرةً لتضافر الجهود العلمية والإدارية التي أدتها كافة الكوادر العلمية والإدارية في المدارس ووزارة التربية والدولة من إشراف وتعليم ومتابعة حثيثة من بداية العام الدراسي حتى مرحلة الامتحانات.

وبعد مرحلة النجاح والتفوق يذهب اهتمام الطالب وتفكيره إلى الدراسة في إحدى فروع الجامعات أو المعاهد أملاً أن يفضي تخرجه الجامعي في نهاية المطاف إلى كسب فرصة عمل مناسبة في القطاع العام أو القطاع الخاص أو يستثمر شهادته الجامعية لحسابه الخاص كمثل الذي يفعله بعض المحامون والأطباء والمهندسون وغيرهم إن سنحت لهم الظروف والفرص.

إن استكمال فرحة النجاح والناجحين في الشهادات العامة يتجلى في التخطيط لتأمين فرص عمل مناسبة لخريجي المعاهد والجامعات، حيث يجد صاحب الاختصاص مكان عمل يتناسب مع شهادته وكفاءته وقدراته، المتابع لأخبار المجالس الوزارية قد سمع بالتأكيد في الآونة الأخيرة بتوجه الحكومة لربط سوق العمل الواقعي في سورية بعملية التعليم ومخرجاته، وإدراج عملية التعليم ضمن عملية التخطيط للتنمية الشاملة لا منفصلاً عنها أي بناءً على حاجة السوق والقطاعات الاقتصادية المختلفة من الأيدي العاملة وصولاً إلى تحديد عدد المقاعد المطلوبة سنوياً من كل تخصص، كما أصدر  مجلس الوزراء مؤخراً عدة قرارات تهدف على وجه الخصوص إلى تشجيع التعليم المهني والفني لما من أهمية في تلبية حاجة السوق الاقتصادي وعملية إعادة الإعمار لاختصاصات فنية ومهنية. كما يجري السعي على تأمين فرز جميع المهندسين حسب حاجة الجهات العامة ووفرة شواغرها.

إن النجاح والتفوق للطلبة في دراستهم ونجاح تأمين مستقبلهم المهني واستثمار طاقاتهم العلمية الشبابية هو خير ونفع لوطننا الحبيب سورية وسينعكس إيجاباً على عملية التقدم والتطور في المجتمع.

د. زاهر البركة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار