الوحدة 7-7-2021
ثقافة مع صورة تراث
أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة حوارية بعنوان( التراث عمق إنساني) قدمها الأستاذ الباحث في التراث حسن سليمان وسط حضور مميز من المهتمين والباحثين بالتراث . تراث أي أمةٍ هو ذاكرتها التي تختزن هويتها الحضارية وهو الثوابت التي تميزها عن سواها، وطاقةً تزيد من سرعة خطوها على طريق التقدم والإبداع، والتراث كلمة شاملة لكل ما يتركه السلف للخلق سواءً على مستوى الأفراد أو جماعاً كان ذلك مادياً أم لا مادي بهذا التعريف افتتحت الحوارية من قبل الأستاذ حسن. أما بالنسبة للتراث السوري ودوره الهام والبارز في التاريخ الإنساني قال الأستاذ سليمان: حين قدّم أول أبجدية في التاريخ وأول نوتة موسيقية وتاريخ ارتقى أولى قمم المجد وهذا تأكيد على وظيفة إنسانية التراث بالإضافة إلى وظيفته الجمالية التي لم تفقد مع مرور الزمن حلاوتها وسحرها واستمالها على عناصر ذات جدوى يمكن استخدامها على الزمن الحاضر ووظيفة نفسية لها أبعادها في أن تكون حافزاً للعمل والإبداع من أجل تحديات العصر والاندفاع في دروب الحياة وإن الوعي بالتراث يعني أن نبصر جذور غدنا الذي نريده مشرقاً وهنا يكون التراث روحاً سارية في ضمائرنا وعقولنا تدفعنا باتجاه الحياة ، والإنسان ابن الحضارة فإذا ما أهمل تراثه ،فكأنما انطفأت ذاكرته وبالتالي ضاعت هويته. كانت الإجابة على أسئلة الحضور ومداخلاتهم ببعض المقترحات والتوصيات من الأستاذ حسن : إن كان التراث المادي يتجسد في الأوابد والقلاع والحصون والمعابد والمسارح والأدوات فإن التراث اللامادي يحتاج إلى البحث والإرادة والتوثيق وهذه مهمة علمية على عاتق الباحثين والمهتمين والهيئات الرسمية والمؤسسات ولابد من خطوات هادفة وفعالة في هذا السياق من خلال الندوات والمحاضرات والمعارض وإنشاء متحف للتراث الشعبي يضم المقتنيات وأدوات الصناعة التراثية، وكذلك حكاية وترميم عيون الماء وطواحين الهواء ومعالم البيوت القديمة (بيوت الطين) والمحافظة على أسماء القرى إضافة إلى تعاون الأهالي لصون ما أمكن، وأن يستثمر التراث المادي من خلال التوظيف السياحي الاقتصادي الاستثماري بعد تخطيط وإدارة، واعتماد تجارب دولية للحفاظ على التراث مع المحافظة على الهوية التراثية السورية من خلال مواثيق واتفاقيات. ختم الباحث حسن محاضرته بالقول: مما تقدم لا يكفي أن نكون مجرد حفظة للتراث نتغنى بما خلفه السلف فإن لم نمتلك العقل المبدع وإرادة العمل والتميز والإنتاج في كل الميادين بما يضمن الحياة الكريمة وبما يحقق شرط انتمائنا للحضارة السورية فلن يكون لنا وجود حقيقي فحجم التحديات كبير وعلى عاتقنا مسؤولية تاريخية كبيرة، فكل أثر جميل خلفه لنا السلف مادياً كان أم معنوي هو بمثابة دعوة لنا للإبداع والخلق وطاقة تدفعنا باتجاه الحياة وراية نعتز بها .
معينة أحمد جرعة