http://youtu.be/K24Jqgyx2a8 الوحدة : 4-7-2021
كل مخلوق آدمي يأتي إلى دنياه برفقة شيء من المكنونات التي وهبه خالقه بها (الموهبة)، هي بحاجة إلى عمل وتنمية وتقديس لكي تطفو على سُلم النجاح، لتكون بصمة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى.
يقال: الموسيقا غذاء كلّ المحبين وهي لغة عالميّة لتبادل العواطف.
الفنان العازف حيدر يونس، شُغف بآلات العزف منذ طفولته، فكانت آلتا الأورغ والبيانو سلاحي موهبته التي أخذت تتكشّف لدى محيطه المنتظِر، شبّ عليها وعشق صداها فكبرت معه بحرفية، خرج هذا الشاب الطموح من وحي الأنغام والعزف الراقي الموزون، موهبة العزف على آلات الأورغ حيدر القادم بذكاء إلى عالم الموسيقا، نشأ بقرية بيت بدعة في الدريكيش، القرية التي تُحاكي الحياة الوادعة، إذا دخلت إليها فأنت ضيف عزيز لجميع أهلها، في المساء أنت وسط مجموعة كبيرة من محبي الحياة، كلُ يكشف عن تفاصيله من المر والحلو شركاء في الصيد البري وكذلك النهري يُظهرون عفويتهم وإنجازاتهم حتى ولو كانت مؤلمة، أنت بين أناس مجبولون بالكرم والعشرة الحسنة، الهدوء الذي يُطبق على طبيعة بيت بدعة يجعلك تنعم بسهرة طويلة مجهولة النهاية ،وهذا الحيدر أحد تلك الوجوه المشرقة في عالم الفن والتأليف، لن نتكلّم عن قصّته العائلية فعند والده المبتدأ وهو الخبر، عنده يتوقف كل الكلام، والده غانم يونس هو من الجيل الماسي، كان صوته أيقونة جبلية يتفرّد بها مع الراحل فؤاد غازي، وقد استطاع إهمال نفسه بإرادته، شلّ أوصال تلك الموهبة وأهملها، كنا صغاراً لا نعرف من الفن والغناء الجبلي إلا من خلال تلك الحنجرة الصافية، لذلك حيدر لم يأت من فراغ، عالم إبداعه وأحاسيسه شَربها من وسط تلك الرغبة العائلية بخلق فنان راقٍ يعوّض خسارة الوالد، فحيدر يمتلك من الفن كل شيء جميل أصيل، تواضعه ورُقته في المعاملة كوّن حوله شعبية عريضة خاصة داخل الوسط الفني من فنانين ومطربين، وقف بجرأة النسر خلف فنانين كبار كالمطرب الفنان سعدون الجابر وأيمن زبيب والنجوم وفيق حبيب وحسام جنيد وأنس كريم، كذلك الفنان ثائر العلي وحسين الديك، يمتلك حيدر من الأحاسيس الفنية الشيء الكثير فهو يجيد اللعب مع الكبار، يفرض نفسه على أية خشبة يقف عليها، هو يعمل على تنمية موهبته باستمرار، وضع قدمه على الطريق من خلال البدء برحلته التوزيعية مع المطرب والملحن ثائر العلي بأغنية (يا ابني) كلمات وألحان ثائر العلي وتوزيع الفنان حيدر يونس.
الوحدة التقت الفنان حيدر الصاعد الجديد إلى عالم العزف والألحان، فأكد أنه يمتلك مشروعاً فنياً طويلاً هو بحاجة إلى المثابرة والعمل المُضني، بحاجة إلى تنمية قدراته باستمرار، يعمل حالياً على إنشاء استديو فني في العاصمة خاص به، وأكد بكل تواضع أنه سيبدأ قريباً بمرحلة الإنجازات الشخصية عبر مملكته الفنية الخاصة به، ورغم كل تعبه ليل نهار لبلوغ مراده، يقول: لا زال ينقصنا الكثير ودربنا طويلة في هذا العالم الموسيقي، وقد تعرّض حيدر كغيره من الفنانين لمواقف موجعة من خلال الاستغلال والابتزاز والتعتيم على إنجازات هؤلاء الفنانين الصاعدين من رحم الأزمة، وأكد أنه بالصبر والمثابرة والكفاح يمكن تخطّي كل الظروف القاسية التي كانت عقبة أمام انطلاقهم وإبراز مواهبهم، هكذا بكل شفافية ينهي كلامه ويقول: مشوار النجاح طويل وصعب لكنه ليس مستحيل فهو معبّد بالأماني الطيبة والقادمات أفضل.
سليمان حسين