سنحرق حصاركم تحت مواقد نيراننا

الوحدة 27-6-2021   

 

عدنا أخيراً والعَود أحمد، عدنا لنمارس لذة الحياة القديمة بدون غاز، الكهرباء تزورنا بحذر شديد، أيها المواطن الصبور عليك أن تتحمّل، يجب أن تتعلم معنى الحياة، معنى الرفاهية، معنى المعاناة، كلها تحصيل حاصل، فقدان الغاز لن يغير من حياتنا شيئاً، ستستمر أرواحنا بالنبض، هي بيد الباري فقط، لكن المهم المتابعة والتعوُد على كل شيء، للعلم حكومتنا وأصدقاؤنا محاصرون مثلنا تماماً، المهم أن يكون الوضع الصحي جيد، بدون أدوية إلا ما قدّر الله لنا، الوضع الضاغط أصاب الجميع بدون استثناء، وهذا ليس جديد ،تعودنا على كل شيء، لكنها ستفرج بعون الله.

منذ سنين مضت كنّا نقف على الأفران وقذائف الحقد تسقط من كل حدبٍ وصوب على مدار اليوم، نترك كل شيء ونهرع باتجاه سقوط القذيفة بالّلا وعي وقد كان هذا تصرفاً خاطئ بالعرف العسكري، علينا أن نتحمّل بدون ملل، فهذا جزء من الحرب وسينتهي، سينتهي كما انتهى غيره من الضغوطات، سعيرهم في نهاياته، صبْرنا أقوى وأعند، صَبَرنا على فقد أحبة وغيابات، صبرنا على حصار وقطع طُرقٍ وخطف، صبرنا على فقدان مواد ضرورية.. وما الصبر إلا ساعة، هي قادمة لا محالة.

لذلك أيها المواطن المنتظِر عليك بالعودة قليلاً إلى الوراء، آباؤنا وأجدادنا هكذا عاشوا عمرهم الطويل بدون كهرباء أو غاز أو مازوت، أعمار أغلبهم تجاوزت المئة، علينا أن نعيش حياتهم لفترة هي ماضية، سنُشعل مواقد النار في قرانا بجانب بيوتنا، في المدن الكبيرة وعلى شرفات منازلنا، ستدمع أعيُننا لتغتسل بتلك النكهة والرائحة العتيقة، سنقوم بالطبخ وغلي الشاي الخمير، سنعتبر أننا في موسم قطاف الزيتون، يومنا ولحظات حياتنا كلها في تلك البراري، ثيابنا معطّرة بالدخان، لسنا بحاجة الكهرباء أو الغاز أو المياه الباردة، سنأكل طعاماً صحّياً بنكهة البخّور والحطب، بدون تدخّلات مشتقات النفط، سنشوي كل شيء، ونطبخ ما لذّ وطاب من خضراوات مشكّلة بذلك الوعاء الحجري الأسود بمقلي الفخّار الصحي، وللعلم صناعة موقد النار بالحجارة العادية أو البلوك ليست بإعجاز، تأمين بعض أعواد الحطب ليس بالأمر الصعب، قارعة الطريق والبراري القريبة كفيلة بإشعال الموقد لمرات عديدة في اليوم،هذا كل شيء يمكنكم فعله، حاصروا إلى ما شئتم وخذوا أضواء بيوتنا وشوارعنا، لن تجدوا لنا ضجيجاُ، صبْرنا سيبكيكم دماً أنتم وشراذمكم التي تستعير على تلفزة الصهاينة، سنقف شامخين من جديد، وسننتصر.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار