الوحدة: 23- 6- 2021
في جلسة مسائية غلب على أجوائها الدواء والتعقيم، كان لا بد من تدفق الآراء والمعلومات عن (الكورونا)، لنتفاجأ بمن يقول أنّها قديمة جدّاَ، وهي ترافق أنفاس الشعراء العشاق قبل غيرهم فقيس أصيب بكورونا ليلى، ولم يسعفه أوكسجين شعره فمات، أما صانعو الحروب فقد ماتوا بـ (كورونا) المعارك، ثم أضاف: أليس اختلال التوازن العالمي، وتفريغ حاضر ومستقبل الشعوب( كورونا)؟ وما معنى أن تتنقل الأمم المهيمنة بأبواب متحركة بين الدول، فتوصدها على دولة دون غيرها لغاية أو غايات, وتفتحها على دول أيضاً لغاية ما, وفي كلتا الحالتين، فالشعوب هي الخاسرة بامتياز, وحتى الأمصال, فهي تزرع في أجساد من البشر, وتحرم منها أجساد أخرى؟!
بعد انتهاء الأمسية, رحت أتفقد نفسي, فوجدت بعضي يتلاطم مع جدران منزلي الغارق بالديون, لأسمع من شرفة مجاورة همس شاب يائس أصيب بـ (كورونا) الإفلاس، بعد أن أنفق على محبوبته كل ما يملك، حفاظاً على جمالها الذي يبتلع الزينة والرفاهية!
من شرفتين ليستا ببعيدتين: جارتان تتشاجران، فدعت إحداهما على الأخرى بـ (كورونا) تلتهم صحتهما، فردّت عليها تلك الأخرى بقولها: سأصيبك بالعدوى، وأنت تدركين ما أقصد؟!
وأنا أشهد أن لا(كورونا) إلا أنت.
لم ينته الشجار بين الجارتين، حتى شب آخر عند الجيران، بسبب تأخر أصغر بناتهم في العودة من الخارج، وحين حوصرت بالأسئلة.
ادّعت بأنّ ثمة (كورونا) في الشارع القريب، فاضطرت للالتفاف في الأزقة والشوارع الفرعية تجنباً وحرصاً، فجاء الرد: ونحن سمعنا بتلك القصة فاختصرنا الطريق بأسرع ما يمكن، لكن الفتاة أصرّت أكثر من ذي قبل، على أن فقاعات الصابون يمكن أن تتسخ لوحدها في هذه الأيام!
لم أكد أغمض عيني حتى استفقت من كابوس مزعج يوازي ساعة منبة بحجم سفينة، فقلت في سري: سأعتاد على ذلك، وإلا فستأتيني الكوابيس في النهار أيضاً، وبعينين مفتوحتين.
سمير عوض