الوحدة: 22-6-2021
هذا العام سيعيش مزارع الزيتون والمستهلك التجربة الأصعب في مواجهة الواقع الذي ينبئ بنتائج غير مبشرة لمحصول الزيتون، فقد يضطر بعض مزارعي الزيتون أنفسهم، خلافاً لما جرت عليه العادة، إلى شراء الزيتون والزيت شأنه شأن المستهلك.
وهذه التوقعات تستند على فرضية نفاد كميات الزيوت المخزنة في السنوات الماضية على الأغلب، إضافةً إلى مرور عامين بإنتاج ضعيف أو معدوم، عام ماض معاومة تخللته خسائر فادحة جراء حرائق الزيتون وعام حالي حمل لكن بإنتاج دون الوسط عند البعض وانعدام الإنتاج عند البعض الآخر.
وبذلك خابت جميع التوقعات حول محصول موسم الزيتون المنتظر لهذا العام في منطقة جبلة التي تعد جهة مصدرة للزيت لداخل وخارج سورية على مر السنين، ويمكن وصف ما يجري بأنه حدث مؤسف غير اعتيادي في عام حمل الزيتون الذي يعد المحصول الرئيسي في المنطقة.
لدى سؤالنا رئيس رابطة الفلاحين بجبلة السيد محمد حسن حول أسباب ضعف إنتاج الزيتون للعام الحالي رغم أنه عام حمل أوضح بدايةً أن حالة إزهار الزيتون كانت جيدة، لكن لم تكتمل مرحلة العقد وبدأت الثمار بالتساقط خلال مرحلة العقد الأول في أوائل أيار والنتيجة بكل أسف أن محصول موسم الزيتون لهذا العام سيكون غير جيد أي دون الوسط في بعض مناطق جبلة وفي المناطق الأخرى شبه معدوم.
وأشار رئيس الرابطة بجبلة إلى أن عدد أشجار الزيتون في منطقة جبلة يبلغ حوالي 4 ملايين شجرة زيتون منها ما يزيد عن 3 ملايين و 500 ألف شجرة مثمرة في طور الإنتاج، وتقدر كميات الإنتاج حوالي 70 ألف طن زيتون في سنوات الحمل، إلا أنه خلال هذا العام ونظراً لعدم حمل الزيتون في أغلب مناطق جبلة فمن المتوقع ألا تتجاوز كميات الإنتاج عن 15ألف طن.
وتعزو أسباب عدم حمل الزيتون لهذا العام كما بين رئيس الرابطة الفلاحية بجبلة إلى عدة أسباب وأولها الظروف الجوية وفارق تبدل درجات الحرارة بين الليل والنهار في مرحلة العقد، إضافةً إلى تعذر استخدام المزارع السماد سوبر الفوسفات الثلاثي 46 الخاص بالعقد لشجرة الزيتون بسبب عدم توفرها في المصارف الزراعية وكذلك عدم إضافة سماد الآزوت الأمر الذي أدى إلى عدم ثبات عقد ثمار أشجار الزيتون.
من جهته السيد علي شليحة رئيس جمعية غنيري أوضح أن مساحات أشجار الزيتون في قرية غنيري تبلغ حوالي 3000دونم تنتج حوالي 3000 إلى 4000 عبوة زيتون (تنكة) في سنوات الحمل، فقد كانت تنتج الشجرة الواحدة حوالي 4أو 5 عبوات زيتون أي ما يعادل 50 كغ، و أما في سنوات المعاومة لا تنتج الشجرة الواحدة سوى نصف أو ربع هذه الكمية.
وحول إنتاج الزيتون لدى رئيس الجمعية في غنيري كونه مالكاً لأشجار الزيتون أوضح السيد شليحة ان إنتاج أشجار من الزيتون في سنة حمل كان يبلغ 70عبوة ، لكن هذا العام لن يتجاوز 30عبوة، مبيناً أن أسباب عدم حمل أشجار الزيتون مردها غلاء مستلزمات الإنتاج و الظروف المناخية غير الملائمة نتيجة عدم هطول الأمطار و مرور موجة حرّ خلال فترة عقد الزيتون أي في آواخر شهر نيسان وبداية شهر أيار إضافةً إلى عدم توافر الأسمدة الفوسفاتية وغلاء الأسمدة البديلة العضوية الأمر الذي أدى إلى ضعف مناعة الأشجار بسبب الجفاف الذي أصابها نتيجة لتلك الأسباب مجتمعة وبالتالي عدم حمل الزيتون هذا العام.
مادة البوتاس كان سعره السابق 20000 أرتفع سعره إلى 200000 ل. س و أما سماد اليوريا كان سعره السابق 10000 ل. س ارتفع سعره إلى 70000 ل.س لذلك لابد من دعم المزارع من قبل الحكومة خلال استعداده للمواسم الزراعية القادمة تجنباً لمزيد من الخسائر المترتبة على المزارع والتي تنعكس سلباً على الظروف الاقتصادية عمومآ.
ازدهار علي