فيلم (طارق والشرير) للأطفال.. محاولة لإحياء القيم التي أنهكتها الحرب

الوحدة : 21-6-2021 

 

 

 تفتقر الساحة التلفزيونية والسينمائية العربية عموماً والمحلية خاصة، إلى أبسط مقومات الأعمال الفنية الموجهة للأطفال، إذ تعتمد معظم المسلسلات والأفلام التي تعرض على القنوات المخصصة لهم على ما تستورده من شركات الإنتاج الأجنبية بنوعيها: المترجم والمدبلج، باستثناء بعض المحاولات العربية الخجولة في هذا المجال، على الرغم من الإقبال اللافت الذي يبديه أطفالنا إزاء هذا النوع من الفن خاصة لما يملكه من وسائل جذب واستقطاب كبير لهذه الشريحة من المشاهدين. وهذا الإقبال كان حاضراً في المركز الثقافي في دمشق من قبل الجمهور وخاصة الأطفال وأهاليهم لمشاهدة فيلم (طارق والشرير) من تأليف وإخراج مظهر الحكيم وإنتاج شركة الحكيم للإنتاج الفني، والذي يعدّ من الأفلام الهامة التي تتوجه للطفولة بشكل عام و للطفل السوري بشكل خاص.

قصة الفيلم تدور حول فكرة تقليدية وهي الصراع بين الطفل طارق الذي يجسد فكرة الخير وبين الشر الذي يجسد شخصيته محروس، ويشير الفيلم في رسالته إلى أن الخير هو الثمرة الحقيقية التي تعمل على تعزيز روح العمل الجماعية وليست الفردية ويؤكد الفيلم على المبادئ والقيم الصحيحة التي تنعكس إيجابياً على سلوك الطفل وشخصيته.

 وفي ندوة حوارية وتعريفية ترافقت مع عرض الفيلم، أكد المخرج والمؤلف مظهر الحكيم أن رسالة الفيلم تتوجه للأطفال لأنهم الأمل والمستقبل مشيراً إلى أهمية رعاية الطفولة في سورية لمعالجة تداعيات الحرب التي تركت الكثير من الآثار السلبية على الأطفال مما يتطلب من القائمين على الفن والثقافة العمل على بناء جيل جديد خال من العنف ومشاعر الحزن والألم، وبيّن الحكيم أن الفيلم يقدم مضموناً أخلاقياً قيمياً، أما تقنياته فهي تقدم لأول مرة في سورية عبر استخدام العرائس التي تخص المسرح في عرض سينمائي، بينما أشارت الفنانة أماني الحكيم التي لعبت دور أرنوب صغير مشاغب في الفيلم إلى أن أهم ما في (طارق والشرير) مقولته التي يريد إيصالها للأطفال والتي تشبه قناعاتنا وأفكارنا بعكس الكثير من الأعمال الموجهة لهذه المرحلة العمرية التي تعرضها محطات تلفزيونية ووسائل تواصل اجتماعي بعيدة عن قيمنا ومجتمعنا.

 أما تصميم الشخصيات والديكور في هذا الفيلم، فكان للمصممة هنادة الصباغ التي أوضحت بأن تجربة دمى القفاز هي فكرة جديدة على مستوى سورية لم تطرح من قبل أحد، مؤكدة بأنه تم الاهتمام بالألوان التي تعمل على خلق التذوق الجمالي في شخصية الطفل، وذلك من خلال تنوع الأدوار والشخصيات التي هدفت إلى توسيع آفاق خيال الطفل من خلال تقدمة مادة توعوية وترفيهية معاً.

الجدير بالذكر أن هذا الفيلم الموجه للأطفال هو من تأليف وإخراج الفنان مظهر الحكيم وبطولة مادلين طبر ونسرين وأماني الحكيم وآخرين ويهدف من خلال مقولة رسالته إلى ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أطفالنا، وهو بحسب ما أوضح الناقد عمر جمعة أنه اختصار لمسلسل قدمه المخرج في الثمانينيات وعرض على أكثر من قناة ونال أكثر من جائزة والجديد فيه هو التقنية التي استخدمها المخرج الحكيم من خلال عرائس ودمى تستخدم عادة في مسرح العرائس ولكنه جعلها خلفية لأصوات أبطال الفيلم لافتاً إلى أن فكرة (طارق والشرير) تدور حول الصراع بين الخير والشر في ضوء الحاجة لاستعادة وإحياء الكثير من القيم التي شوهتها الحرب والحض عليها من خلال شخصيات العمل.

 فدوى مقوص

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار