الوحدة : 20-6-2021
رحلة بصرية ممتعة برفقة مجموعة من اللوحات التشكيلية جمعت خلاصة تجربة متفردة وغنية للفنان التشكيلي الكبير علي الكفري، وتجربة جديدة تثبت موهبتها وتشق طريقها في عالم التشكيل للفنانة التشكيلية د. فيفيان جبور، في معرضهما المشترك المقام حاليا في هيشون آرت غاليري، والمستمر حتى التاسع عشر من تموز المقبل.
رحلة تنقلنا بين أجواء الطبيعة الآسرة بصمتها وسكونها، ومفردات الحياة التراثية واليومية، إلى الأنثى بأرقى تفاصيلها، وبين الكتب المتكدسة بأناقة على رفوف المكتبات، إلى الشموع المضيئة…
التشكيلي علي الكفري لم يختر اللاذقية إنما هي من اختارته حسب تعبيره، فهي المحافظة الوحيدة التي لم يقم فيها أي معرض من قبل، فاختارها رغم معاناته في صعوبة نقل اللوحات إليها.
وعن سبب اختياره التشكيلية فيفيان جبور ومنحها فرصة مشاركته معرضه هذا أجاب: إنه التقاها في معرضها الأول بدمشق، ووعدها بتبني أعمالها الفنية وتقديم كل الدعم والمساندة لها كما اعتاد مساعدة كل الطلبة الموهوبين قبلها.
أما موضوعات لوحاته فإنها غريبة لكن التقنيات ليست غريبة، ويضيف: إن لوحاته متفردة في موضوعاتها وأفكارها، ورغم تجربته الغنية التي ناهزت الخمسين عاما إلا أنه يعد محبيه بالاستمرار في العطاء حتى آخر حياته، لأن الفن إبداع والإبداع ليس له حدود.
أما عن سبب مشاركتها في هذا المعرض الثنائي أشارت التشكيلية فيفيان جبور إلى أن معرضها هذا استمرار لمعرضها الأول بدمشق الذي حمل عنوان: (دخان راقص)، وتابعت: أشارك اليوم بعدد من لوحات معرضي الأول، وأنا سعيدة لإقامته في مدينة اللاذقية، بجمهورها الرائع والمتذوق والعاشق للفن.. ولوحاتي هي دمج أفكار لكن فكرتها الأساسية هي الأنثى التي أناصرها بشدة لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع، وركزت على شمعة الأمل وهي تعبير عن طموحاتي، وآمل أن يكون مستقبل بلدنا سورية مشرقا ومزدهرا.. وردا على سؤال عما يربط عملها كطبيبة جراحة عينية وفنانة تشكيلية قالت: إنها من عمر ثلاث سنوات تمارس الرسم وتحب هذه الموهبة كثيرا وتشارك في معارض تشكيلية، وبالمقابل أتمت دراسة طب جراحة العيون، فهي قبل الظهر طبيبة وبعد الظهر تشكيلية.
وختمت بشكرها الكبير للفنان علي الكفري الذي شجعها كثيرا لتقدم على هذه الخطوة، مشيرة إلى وجود نقاط تلاق وتشابه وحتى اختلاف بين تجربتيهما وأسلوبيهما ليكملا بعضهما البعض.
بدورها التشكيلية لينا ديب نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، أعربت عن إعجابها الكبير بأعمال الفنان علي الكفري صاحب التجربة الفنية العريقة والهامة، إذ يقدم لنا اليوم لوحة أو اثنتين من كل مرحلة من مراحل تجربته العريقة، ونجد هناك بحثا فنيا في العمل بمحاولة للإبتكار اللوني وتقديم شيء جديد من اللا شيء.. من مواد بسيطة وأفكار مبتكرة، وأضافت: إنه يتحدث عن كل تجربة وكيف وصل إلى كل مادة، وهذا ما لا يفعله غيره من الفنانين.. وكل فنان له خصوصية واللحظة الفنية هي وليدة الحس الداخلي والعاطفي للفنان.. مهنئة إياه على تجربته التي تعدها مقدرة وجرأة في التعبير، كما أن تجربة الفنانة فيفيان متميزة ومثابرة فيها إلى جانب مهنتها كطبيبة.
في حين عد التشكيلي سموقان هذا المعرض مفاجأة كبيرة لمشاركة الفنان علي الكفري مع الفنانة فيفيان جبور، التي يرى أعمالها للمرة الأولى، وهي اسم جديد على الساحة التشكيلية لكن أعمالها مفاجئة بطريقة رسم اللوحة وكأننا أمام لوحتين بقدرات واضحة ومميزة، وأضاف: إن الفنان علي الكفري اسم كبير على المستويين المحلي والعربي، وقدراته الفنية كبيرة سواء بالتعبير أو التجريد..وهو صاحب اللوحات الأكثر مبيعا في سورية في مرحلة سابقة، وهذه اللوحات نتيجة جهد وعمل كبيرين، ونلاحظ حضور اللون الأبيض في لوحاته وابتعاده عن الإبهار فهو يتعامل مع الحس الداخلي للمشاهد بعيداً عن الصدمة.. وأعماله والتشكيلية فيفيان تستحقان المشاهدة، فهذا التعاون الثنائي جاء مثمرا في معرض جميل ومتميز.
ريم جبيلي