(القدس بين الماضي والحاضر) في محاضرة تاريخية فكرية

الوحدة : 19-6-2021

وردت في إعلان دستور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بتاريخ 16 تشرين الثاني 1945 عبارة: بما أن الحروب تبدأ في عقول البشر فإن في عقولهم يجب أن تبنى مبادئ الدفاع عن السلام السمة القومية هي ظاهرة اجتماعية تاريخية لكن هناك تحديات ومشكلات تعترضنا عند البحث والتصحيح لمعالجة مشكلة المصطلحات لتاريخ المشرق القديم وتوحيدها (كلمة السامية- الشرق الأدنى- الأوسط….) الدخيلة وانتهاء بالتزوير والتزييف للحقائق الأثرية التاريخية في فلسطين والجولان وغيرها، لأن هذه المصطلحات تفتقد للدّقة العلمية من جهة، وتتجاهل جوهر التاريخ المشرقي العربي من جهة أخرى، بهذه المقدمة استهل الدكتور بسام جاموس أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية محاضرته التي حملت عنوان: (القدس بين الماضي والحاضر) وذلك في صالة الجولان، في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار ومكتشفات أغنت موضوع المحاضرة..

بداية أشار المحاضر د. بسام إلى اتصال علم الآثار المباشر بموضوعات الحضارة والتاريخ والتفسيرات السياسية، إضافة للصلة الوثيقة بقضية الأصالة والمعاصرة، ثم تحدث عن القدس المدينة التراثية التي سكنها الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ وتحديداً خلال الفترة النطوفية العائدة لفترة العصر الحجري الوسيط (15000-10000ق. م)، وسميت بالثقافة النطوفية نسبة لموقع وادي النطوف الأثري حيث عثرت البعثات الأثرية المنقبة على أدوات حجرية صوانية هلالية وهندسية الشكل، إضافة إلى تأسيس البيت الأول الدائري من الحجر والطين /12ق.م/، وظهرت ثقافتها أيضاً في المواقع الأثرية السورية ثم استمرت أعمال التنقيب الأثرية في القدس من قبل علماء ومدارس اتسم بعضها بالعلمية والمنهجية، واتسم البعض الآخر بالتزوير والتحريف وتدوين التاريخ من خلال الحكايات والأوهام، وعرفوا بالتوراتيين .

كما تحدث د. جاموس عن تاريخ البحث والتنقيب في القدس منذ عام /1867/ بإدارة السيروارن بحثاً عن مدينة أورسالم في عهد اليبوسيين وهم أول الشعوب الذين استوطنوا القدس في منتصف الألف الثالثة ق. م، وهم عموريون – كنعانيون بنوا مدينة منظمة محصنة مزدهرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

وتتالت البعثات الأثرية منها من كان يتحرى عن هيكل سليمان وقصره، وهناك المدارس التنقيبية التوراتية المعتمدة على أعمال التزوير والتزييف لربط المكتشفات بالتوراة بالنسبة للمواقع الأثرية الفلسطينية والسورية – إيبلا أوغاريت- لكن نتائج العالمة البريطانية كاتلين كيبنيون /1952-1958/ أكدت كذب وافتراء أصحاب المدرسة التوراتية مؤكدة أن سور أريحا يعود إلى فترة العصر البرونزي القديم، ولا صحة للعبرانيين بأنهم احتلوا هذه المدينة.

وأكدت حفريات هذه العالمة الأثرية للعالم أجمع أن مواقع القدس كنعانية – آرامية – إسلامية.

وختم د. بسام جاموس محاضرته بالتأكيد على إثبات هوية اليبوسيين الكنعانيين في المنطقة منذ /3000 ق. م/ وسقوط المدرسة التوراتية في البحث عن تاريخ إسرائيل في القدس وأريحا والهيكل المزعوم وأشار إلى كتاب كنوز القدس الشريف الذي شمل مسحاً أثرياً موثقاً للتراث الفلسطيني والأهم: تسجيل مدينة القدس على لائحة التراث العالمي /1980/.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار