الوحدة 15-6-2021
مدينة حبيب، خريجة معهد تربية موسيقية، علمت الموسيقا في مدارس المحافظة، لكنها اتجهت إلى الكتابة المسرحية للأطفال، ولها العديد من المسرحيات المدرسية، حول تجربتها تحدثت للوحدة: بدأت بكتابة المسرح والإخراج المسرحي بعد التفرغ له برغبة مني وحبي لهذا الاتجاه الصعب، خضعت لدورات عديدة من إعداد مسرحي في دمشق على أيدي مختصين ودورات للمسرح عديدة، فكانت أولى كتاباتي المسرحية لحدث حقيقي في قريتنا وهو مشاهدة أحد المزارعين لنمر في البرية فخاف الناس وتداولوا الخبر، هذا ينفي وذاك يؤكد، وأصبح حديث الساعة والأطفال يصغون بخوف وكان عندي ابن أخت صغير لا ينام من الخوف إلا إذا حكيت له عن النمر لأخفف عنه، صرت أقول له بأن النمر إذا كان شبعاناً فلا يأكل أحداً ولا يكون خطيراً وإنما الأخطر هو العدو الذي يضربنا بالرصاص ويقتلنا نحن والنمر، وكان عنوان العمل: غناء الأرض للسلام، وأدخلت فيه لوحات جميلة وحوارات واستعنت بالملابس الشعبية وأدوات القرية الرائعة على المسرح وكان العرض في ثقافي جبلة ولاقى النجاح والتفاعل الجماهيري وبالبداية يظهر النمر بلباسه والفلاح في البرية يدندن ويغني إلى أن يشعر به ويفر خائفاً إلى القرية.. وأدخلت مشهداً كوميدياً ضمن العرض وحديث أهل القرية بين مضخّم للنمر وبين مصغّر، لينتهي بأغنية ودعاء لإيقاف الحروب والقتل والدمار، وتم نقله للتلفزيون، كما وعرض في مهرجان المسرح المدرسي.
تابعت بعدها كتابة النصوص والإخراج المسرحي فكانت مسرحية (لمن تعزف الحياة؟) كان نصاً متعدد المشاهد ومتعباً بالتنفيذ ويتحدث عن مرحلة ما قبل ظهور الإنسان على الكون والصراع مع الحيوانات المفترسة والاعتداء عليها وعلى غيرها حتى يستمر بالبقاء إلى عصر الزراعة والتكنولوجيا واستخدامها السلبي على الفرد والأسرة إلى حين الصراع بين الخير والشر ومشاهد أيضاً عديدة ممتعة ومتعبة بالتدريب والديكور والملابس كنت أقوم بترتيبها بنفسي، وقبل العرض عرضت شارة برنامج من الألف إلى الياء وذهبت يومها للشام أبحث عن معد البرنامج الأستاذ موفق الخاني الذي قدم لي سيديه الشارة مساعدة لأي عمل وقد كان عرضاً مميزاً لاقى الإعجاب والتفاعل والتكريم بالوزارة.
وتتالت النصوص والعروض بالمسرح التفاعلي الذي دربنا عليه بدورات متتالية المخرج القدير الشهيد أسامة زيدان رحمه الله فكتبت نصوصاً ومشاهد عديدة في هذا المجال (في صمتهم بوح رهيب) سلطت الضوء على معاناة ذوي الحاجات الخاصة النفسية من خلال الاصطدام بالمجتمع والمدرسة وسوء المعاملة، هذا النوع من المسرح يعكس حالات ظلم تمارس على بعض الأشخاص بالمجتمع من شخص ضعيف أو مرأة أو طفل مضطهد بالأسرة أو بالمجتمع، أيضاً لاقى هذا العرض نجاحاً وتفاعلاً كبيرين، كان النص (في صمتهم بوح رهيب) و( ويل هنا وحرب هناك) و(خيوط بين الضباب) عرضت هذا بتجربة متفردة ومسؤولية صعبة بمهرجان للمسرح المدرسي وفي عيد الجلاء بالريف بقرية بسنديانة كان مشاهد تفاعلية ووطنية مؤثرة لاقت التفاعل الكبير بجهود شخصية بالتعاون مع جمعية بسنديانة الخيرية وعندي عرض جاهز أيضاً النص والإخراج لي (العجوز والقطة السوداء) إن شاء الله سيعرض هذا العام في ثقافي جبلة لأنه أُجّل كثيراً بسبب الكورونا وفي نهايته أنشودة تدعو للزراعة ومحبة الأرض والغابة.
وهناك عمل (إيقاعات الروح واختلاج الجسد) النص والإخراج لي وقد لاقى النجاح أيضاً بعرضه وفيه تم تسليط الضوء على هموم ووجع الأطفال والناس.
النصوص تطلع عليها وزارة التربية وتوافق عليها بعد اطلاع بعض الزملاء المهتمين.
لقد فعّلت مسرح جبلة المدرسي من 2007 بالريف والمدينة على شريط قرانا من السخابة لخرايب سالم.
يشارك الأبناء التلاميذ ويتم التدريب لدينا في ثانوية الشهيد محمد أحمد حبيب حسب الظرف المناسب وفي جبلة أيضاً جلت على المدارس لأنتقي المواهب في مدرسة الشهيد بلال مكية وكان لدي طلاب وطالبات متميزات ومنهم من تابع معهد عالٍ للفنون المسرحية بدمشق ومن الأوائل في قسم النقد المسرحي سليمان حمود الذي اكتشفته وقد شارك في أول عرض مسرحي لي في ثقافي جبلة (غناء الأرض للسلام).
آمنة يوسف