الوحدة : 11-6-2021
تعاني قرى بلدية عين الحيّات في ريف القرداحة من افتقارها إلى أدنى الخدمات رغم أهميتها على المستوى الصحي والبيئي كالصرف الصحي، ويتناول حديثنا اليوم قرى: العامود، فرشات القرندح وعين الحيات وبعض المزارع مثل بيت حجيرة، بحمرة، حارة ناجي، كل هذه القرى محرومة حرماناً تاماً من التخديم بالصرف الصحي، وقد وصلنا الكثير من الشكاوي عن واقع سيئ ومعاناة كبيرة في هذا الجانب وخاصة إن الجور الفنية التي يعتمدون عليها لم تعد تفي بالغرض وتخدم الناس كما يجب وتقيهم من عواقبها التي كان يقال عنها مستقبلية وأصبحت آنية يعاني الجميع منها.
الوحدة زارت هذه القرى والتقت مع بعض أهلها الكرام واستمعت لشكاويهم وشجونهم.
– المهندس مجيب حسن من قرية فرشات قال: بدل أن تتزين حدائق بيوتنا بالأشجار المثمرة والخضروات الضرورية، تجد إلى جوار كل بيت وفي حديقته جورة فنية للصرف الصحي مع كل المساوئ المرافقة لها من تسرب وروائح كريهة وحشرات مؤذية، حيث لا يوجد بيت من بيوتنا في فرشات إلا وفيه إصابة لاشمانيا أو أكثر نتيجة الحشرات الكثيرة الناتجة عن هذه الجور، تلوثت أرضنا وحياتنا وصحتنا بحجة عدم إمكانية المعنيين على تنفيذ مشروع صرف صحي يخدمنا وينقذ بيئتنا وصحتنا ولكن المبالغ هائلة ومتوفرة حين الطلب مثلا لمدرب المنتخب الذي يتقاضى كل شهر مبالغ هائلة كان يمكن أن ينفذ بها أفضل المشاريع لو أرادوا.
– الأستاذ كمال حمود من قرية العامود قال: قريتنا جبلية ومعظم بنائها موجود على أراضي صخرية غير نفوذة ومعظم الجور ملاصقة للمنازل القريبة من بعضها وعندما تمتلئ تفيض على الطريق العام للقرية وتؤدي إلى روائح كريهة وحشرات مؤذية وأوبئة إضافة إلى خلافات مستمرة بين الأهالي في القرية نتيجة ذلك، وعدونا كثيراً ومن زمن ماض كان وافراً بالمشاريع الخدمية والوفرة المادية بأن يتم تخديمنا وجاؤوا وعملوا دراسات كثيرة على أرض الواقع ولكن دراساتهم ووعودهم بقيت حبراً على ورق.
– السيد دريد حماد من قرية العامود حدثنا أيضاً قائلاً: لم نترك جهة إلا وطرقنا أبوابها لمساعدتنا في التخلص من مشكلة الصرف الصحي ووعدنا أن يتم تمديدها باتجاه نهر قلعة بني قحطان ولكن تم منع الأمر لصالح مشروع سياحي أقيم على النهر ومنعنا من التخديم بسببه، معاناتنا كبيرة وكل مسؤولي المحافظة يعرفون بها ولكن أصواتنا للأسف لا تًسمع ولا نعلم لماذا يصمون الآذان عنها، نريد حلاً ..
– المهندس أحمد كسرى حمود من العامود قال: نتحدث عن وجع كبير نعاني منه صغاراً وكباراً وشجراً وحجراً، تداعيات عدم وجود الصرف الصحي في قرانا كثيرة لا يمكن حصرها بالكلمات من تأثر المياه الجوفية وتلوثها إلى ارتفاع نسبة النترات في التربة وتلوثها أيضاً ما يؤثر على حياة الأنسان والنبات والحيوان، إلى المظهر غير اللائق أمام البيوت حيث أغلب الجور تفيض على أراضي الجيران وتسيل على طرقات القرية وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، وهذا هو المشهد نفسه من طفولتي إلى الآن، العالم كله يتقدم ويتغير ونحن بقينا خدمياً على وضعنا القديم بل صار أسوأ.
– السيد محمود علي من قرية عين الحيات قال: من أسوأ المعاناة ألا تستطيع حماية صحتك وصحة أبنائك ومن حولك فليس بيدنا حيلة إلا الجور الفنية التي امتلأ قسم كبير منها وفاض، فالمعنيون في المحافظة بتقديم هذه الخدمات يتحججون دائماً ويجيبون على شكاوينا المتلاحقة أنهم لا يستطيعون تمديد شبكات صرف صحي وإقامة مصبات دون وجود محطة معالجة تكلف مبالغ هائلة غير متوفرة، وأضاف: كنت رئيس بلدية سابقاً، وقمت بدراسة مشروع صرف صحي قديم لكنهم لم يوافقوا عليه بحجة أنها تلوث النهر والمياه الجوفية رغم أن غالبية مصبات القرى في الأنهار وأكد أنه في القرية حوالى 250 بيتاً ولكل بيت جورة فنية وهناك أكثر من 50 جورة منها فائضة بالمياه الآسنة على ما حولها من أراض زراعية ومزروعات وطرقات.
– السيد يوسف ديوب مختار عين الحيّات طالب بوجود حل سريع ينهي هذه المعاناة حيث لم يعد تجدي نفعاً الاستعانة الدائمة بالشفاط التي تطلبه البلدية لإفراغ الجور التي تطوف، نحتاج حلاً دائماً يخفف وجعنا من هذه المعاناة القديمة الجديدة.
– السيد باسم ديوب مختار قرية القرندح أكد أيضاً، معاناة قرية القرندح القديمة في هذا المجال واعتماد الجميع مرغمين على الجور الفنية الملوثة لكل ما حولها ومحاولة البعض أن يمددها مسافات طويلة تتجاوز 100 متر إلى الساقية الموجودة في القرية مضيفاً بأن البرغش والحشرات الكثيرة والأوبئة والأمراض والروائح النتنة الناتجة عنها تؤرق أيامهم ولياليهم إضافة إلى أن المنازل المبنية حديثاً يرهقهم حفر الجور الفنية لارتفاع تكلفتها حيث أن أصغر جورة لا تتجاوز المترين طولاً بمترين عرضاً تكلف 500 ألف ليرة وأكثر.
وفي نهاية الجولة التقينا السيد نزار عيسى رئيس بلدية عين الحيّات الذي أكد أيضاً على حجم المعاناة لكل أهالي البلدية وبأن العين بصيرة واليد قصيرة للبلدية حيث أن تنفيذ هذه المشاريع يحتاج إلى موازنات ضخمة لا تملك البلدية شيئاً منها وإنما يحتاج إلى دعم من المحافظة ووزارة الإدارة المحلية والجهات الحكومية المعنية بتقديم هذه الخدمات، مؤكداً أنه يتم طلب الشفاط (الصاروخ) بشكل دائم ويتم إرساله لشفط الجور الفنية الكثيرة التي تطوف باستمرار نتيجة طبيعة الأرض الصخرية الكتيمة في غالبية قرى البلدية، مؤكداً أن الجواب الدائم على الدراسات المرفوعة والطلبات المقدمة وشكاوى الأهالي المستمرة بأنه إذ لم يوجد مصبات قديمة أو محطة معالجة يمنع تنفيذ مشاريع الصرف الصحي.
واخيرا نقول للسادة المعنيين:
هذا مافي جعبتنا نتمنى أن يجد طريقا للحل عبر مسامعكم ومساعيكم الكريمة.
سناء ديب