الوحدة : 4-6-2021
لم يستطع أحد عبر التاريخ تشويه صورة اللاذقية وشعبها، فبقيت عروس الساحل عنواناً للرقي والحضارة، ومهداً للأبجدية والثقافة، وعاشقة للفرح والفن.
بالأمس، شوه مسؤولو الدخول إلى استاد الباسل صورة حفل اللاذقية الكبير، وضيعوا تعب المنظمين، وأخرجوا سلطان الطرب جورج وسوف عن طوره، لأنهم تركوا الحبل على غاربه، وسمحوا للغادي والبادي أن يطأ المسرح، ويحتل مكاناً ليس له.
لن نلوم الجماهير الغفيرة، فهي احتشدت لتفرح، وتحتفي بقائدها مع فنانين لهم حضور كبير في قلوبهم، ولكننا نلوم أولئك الذين سمحوا بهذه الفوضى، ولم يحسبوا حساباً لكيفية عزل المسرح الغنائي عن الحشد المتوقع سلفاً، فمن سمح للجماهير بأن تنزل إلى أرض الملعب وتتلاصق بشكل مباشر مع أناس يؤدون عملاً حساساً، ويحتاجون إلى تركيز عالٍ كي ينجحوا في مهمتهم؟، ألم يكن بالإمكان اختيار مكان أكثر استيعاباً من ملعب كرة قدم؟، أم أن اللاذقية بطولها وعرضها ضاقت على أهلها فجأةً؟.
هناك مسؤول عما حدث، ويجب أن يُحاسب على إهماله، لأن الفرح والاحتفال ثُلِم إثر الفوضى العارمة، و قُدِمت صورة لا نحبها للمدينة وشعبها.
غيث حسن