الوحدة : 3-6-2021
هي حكاية مسلة قد أشبعت خيطاً بأوراق التبغ، خيطاً قد قص بقياس واحد، المبتدئ بشك الدخان قد تخونه ذاكرته بعقد الخيط بالمسلة ليفرغ مسلته خارج الخيط ليبدأ من جديد، تبغ شتل بمشاتل خاصة قبل حين، ليزرع في أراض صالحة للزراعة، طبيعة الأرض تحدد خفة أو ثقل الدخان بالنسبة لشاربه، زرعه المزارع وكبر ونما وحان قطافه ، تبغ قد قطف في الفجر الصافي الخالي من الندى، ليبدأ صباحاً ماراثون شكه، متعته باللمة الحلوة والأحاديث الممتعة، وحده إبريق المتة أو الشاي يغادر هذه اللمة الحلوة للتسخين، ليحظى من يسخنه بالراحة من التعب قليلاً، هو جبل أخضر أوراقه كبيرة وصغيرة بين الأحضان، ما يلبث أن يتلاشى بالهمة والإصرار والتعاون ورقة ورقة، هو موسم مقسوم بدقة العمل به، بالأمس حصاد الحنطة واليوم قطف الدخان وغدا جني ثمار الفواكه في سلال التين والعنب، والزيتون في تأهب، وحده صحن المتبلة ما يبرد شكيك الدخان قبل أن يغدره وقت الظهيرة الحارق، ليأتي العشاء وقد تدلت خيوط الدخان على مشابح أو مناشير خشبية التي زرع ودق بها مسامير متوازية من الطرفين ناتئة قليلا ومتباعدة بالتساوي، لكي تجف أوراقه ليصبح لونه بنياً ويتسنى بيعه، لفائف النايلون الطويلة جاهزة لأية أمطار أو ندى عابر ليغطى به، ليأتي المراسل ويخمن نوعيته وثمنه، ويرصص في بالات للترحيل للمعامل، لا يهم ماذا سيفعل به، تنباك، سجائر، معسل، المهم أن المزارع يأخذ حقه وحق تعبه قبل أن يجف عرقه..
عادل حبيب