العـــــدد 9309
الإثنـــــين 11 آذار 2019
تتجه الأنظار إلى المعهد العالي للبحوث البحرية، وتتلاطمه أمواجها في مد وجزر، وقد رمى كل منهم بشباكه وسنارة صيده في يمّه الذي لفظ الزبد وحفظ المحار، أشرعته قومت لأكثر من 32سنة بأبحاث ودراسات عالية الجودة بدلالات ومؤشرات سعت إليها دول عربية وأخرى غربية، ولم يكن ليرمي بمرساته على شط أو خليج إلا لاستراحة وترميم هيكل وبناء، فطاقمه من الباحثين وطلاب الدراسات أكلوا من ملحه وصار بينهم عيش وتعايش مع أحيائه وحتى ثمار قواقعه لكن في الأعماق أسماك قرش وحيتان.
دشن المعهد العالي للبحوث البحرية في تشرين الثاني عام 1981، وكلفت جامعة تشرين بإدارته ليفتتح المعهد في صيف 1987، يقع المهد في منطقة الشاطئ الأزرق على بعد 10كم شمال مدينة اللاذقية حيث يطل على البحر مباشرة، ويتألف المبنى من خمسة طوابق تضم مخابر بحثية تخصصية ومكتبة علمية ومدرج للمؤتمرات ومكاتب للإدارة والباحثين، كما يحتضن معرضاً دائماً لأهم أنواع الأحياء البحرية في الساحل السوري.
زرنا المعهد القابع على الشاطئ والرياح تصفر حوله بغبار الهجر، بدا بكساء رث يواجه البرد والأمطار، فبعض رقع هنا وأخرى هناك تكشف عنها الحديد والإسمنت عار، ولا أظنها تستوجب هذا الخوف والهجر الذي ادعوا فيه الداء والبلاء، وما سمعناه عن وزارت أرادته لنفسها فندقاً وملاهي ومنشآت لم يكن فيه غير كلام جزاف أكده أصحاب الشأن والمسؤولية، في لقاءاتنا التي قصدنا فيها المعهد الذي لجأ إلى الجامعة ليكون له فيها مكان، وكان لنا عندهم الجواب..
مخـــــاوف
الدكتور عبد الكريم محمد مدير المعهد قال: المعهد يعاني من بعض التشققات والتصدعات في الأسقف والجدران، وهو ما دفعنا للانتقال عام 2011 إلى كلية العلوم جامعة تشرين، خوفاً على الطلاب من انهيار بعض الكتل على رؤوسهم، وقد طلبنا من رئيس الجامعة العمل على ترميمه وكان متجاوباً لتكون فيه لجان صيانة لمعرفة ما يتطلبه الأمر وتقدير حالته لإعادة تأهيله، ولكن الظروف المادية حالت دون ذلك، وقد وعدنا رئيس الجامعة بالموازنة الجديدة لهذا العام أن يكون فيه الترميم وطلب من اللجان الفنية المكلفة أن تقوم بإجراء دراسة جديدة للواقع الراهن للمعهد،
حيث أن الدراسة القديمة كان فيها بعض الثغرات مثل: أن اقترح أحدهم إعادة بنائه من جديد، وغيره ترميم وإعادة تأهيل وهكذا تعددت الآراء وتعددت اللجان ولم نعرف إلى اليوم ماذا نتج عنها والرصيد الذي وضعته لأجل أعمال الترميم إذ أنه لم يأت إلى المعهد أي تقرير من تلك اللجان وجميعها موجودة بالدائرة الهندسية والرئاسة، حيث أن الدائرة الهندسية تكلفت بالموضوع ويعود أمر الصرف لرئيس الجامعة إذا ما وجد تعهداً خارجاً ونأمل هذا العام أن يكون فيه بشرى خير بأمره نحن ننتظر قرار الرئاسة بإعادة التأهيل أو الصيانة..
ضيق المكان
تأتي معاناتنا من ضيق المكان وقلة الأمكنة كموظفين وإدارة، لدينا أربعة أقسام وأربعة مكاتب فقط، أي مكتب واحد للقسم كله ورئيسه، وبقية الأساتذة ليس لديهم مكتب أو غرفة غير المخابر في القسم، كما نعاني في فصل الشتاء من تسرب مياه الأمطار ونحن على وعد الإدارة بعملية عزل للمبنى، لكن ما يعرقلها هو الروتين وعدم توفر بعض الطلبات والمستلزمات إلى حين .. ولكن يبقى التعاون بيننا وبين الإدارة والدعم قائم لنا من رئاسة الجامعة لكل طلباتنا، وأولها ومنذ أن أتينا ونحن نطالب بالتوسع في الأمكنة ولم نوفق إلى اليوم باستلام أي مكتب جديد أو غرفة جديدة.
الصيانة في المخابر ضعيفة ولم يتحقق فيها المراد، وتأتي عن ضعف يشكوه عمال الصيانة في تشغيل الأجهزة المعقدة والعالية التقنية والذي أساسها غالي الثمن من قطع الغيار، فيها أجهزة دقيقة وأجهزة جيوغرافيا عالية الحساسية، نعاني فيها مشكلة الصيانة، لذلك قد يطول أحياناً الصرف لطلباتنا التي تستوجب مبالغ كبيرة، ونحن كغيرنا من المؤسسات والقطاعات فيها الخلل وحاجتها تستوجب الصيانة، لكن هذا لا يعني أنه لدينا تعقيد وعراقيل، أو رفض طلبات إنها أمور روتينية وإدارية ومالية إلخ .. يتوفر التعاون وأبحاثنا مستمرة ونشطة ففي العام الفائت (2017- 2018) كنا قد نشرنا من حوالي 40 بحثاً من مختلف الاختصاصات بالمجلات الوطنية والأجنبية وهذا الكم ليس بقليل بالنسبة لإمكانياتنا والظروف التي نعيشها ونحن مستمرون بالتأكيد فلا يمر شهر تقريباً بغير أن يكون عندنا دفاع ماجستير أو دكتوراه.
طموحنا بالدرجة الأولى أن نعود لمقرنا وهو المركز الوحيد الموجود في سورية بهذا الاختصاص والمهمة الموكلة له في الدراسات البحرية والتلوث البحري، وطموحنا الآخر أن نتعمق بالأبحاث المفيدة والمنتجة لرفع وتيرة الاقتصاد السوري ونعمل على زيادة رصيدنا في الثروة السمكية كما نعمل على تطوير علاقاتنا مع المؤسسات الوطنية وحتى الإقليمية وحتى الدولية لنرجع إلى ما كنا عليه قبل الأزمة، فلنا علاقات مميزة على المستوى الإقليمي والخارجي وحتى الداخل وهذا يعطي دفعة كبيرة للباحثين والطلاب والدارسين وقيمة علمية أكبر هذا ما في طموحنا
وفي خطتنا أن يكون لدينا 24طالب ماجستير لعام (2018-2019) بالاختصاصات الثلاثة التي ذكرناها البيولوجيا والكيمياء والجيولوجيا وهذا ليس برقم قليل، إذ ليس بمقدور أي مؤسسات و جامعات أن تستقبل هذا الكم من طلاب الدراسات الاختصاصيين ليكون طموحنا فيهم أن يكونوا خريجين منافسين في سوق العمل ليس على مستوى القطر فقط بل على المستوى الخارجي ولطالما أثبت طلابنا وخريجو معهدنا كفاءاتهم وجدارتهم في كل المؤسسات التي وزعوا عليها، وهم خريجون بمختلف الاختصاصات «البيولوجيا والجيولوجيا والكيمياء» ومجال عملهم معروف إما الاستمرار بالدراسات والبحث كباحثين في مؤسسات البحث الموجودة داخل القطر وخارجه، أو العمل في كل وزارات الدولة مثل وزارة «البيئة، النفط، الزراعة، التربية..» ولدينا في المعهد خريجون قد تم تعيينهم بمسابقات تدريس بالمعهد وهم من أكفأ الزملاء الموجودين لدينا في قسم البيولوجيا وقسم الكيمياء.
جديد المعهد
ماذا في جعبة المعهد للعام الجديد؟ رد الدكتور عبد الكريم بقوله: حالياً أصبح بإمكان طالب الماجستير اختصاص زراعة بقسم البيولوجيا أن ينال درجة الدكتوراه بالزراعة وهو من معهدنا بالأكيد، وكنا قد عملنا لأجل ذلك من سنتين وكان الأمر، فنحن نقبل طلاب مختلف العلوم بشكل أساسي بالمفاضلة ليكون فيها جزء من طلاب الزراعة وجزء آخر من طلاب العلوم بمختلف فروعها «الكيمياء والجيولوجيا والبيولوجيا» بالإضافة لطلاب الهندسة البتروكيميائية والهندسة البيئية
كلية العلوم ليست بديلاً مناســــــــباً
«رح يرجع رح يرجع»
كل من صادفناهم من طلاب وأساتذة جميعهم يستعجلون العودة لمعهدهم فقد طالت غيبتهم وإقامتهم في الجامعة..
الدكتورة فيروز درويش، رئيسة قسم البيولوجية البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية: وعدونا منذ خمس سنين بترميم المعهد وإلى اليوم لم يحركوا ساكناً، ولم نلمس شيئاً، لقد تركنا مقرنا على الشاطئ الأزرق على أمل العودة إليه بعد الترميم في وقت يحدد على أثر فحصه من قبل مهندسي الدائرة الهندسية بالجامعة، وقد تأخر الأمر ومر زمن طويل والوعود مستمرة على الترميم ونحن نتابع الموضوع،
لا يمكننا الاستغناء عن المعهد وذاك من المستحيل فمثلاً (مخابري) وأقول مخابري إذ لطالما عملت فيها منذ كنت طالبة لم تنقل ونلجأ إليها كل يوم أو يومين لأجل أبحاثنا وكذلك غيري مثل الدكتور(هاني ومعينة و..) وبعض طلاب الدراسات وتابعت: هذه المخابر كلف الجامعة تجهيزها تكاليف باهظة، وكي لا أبتعد كثيراً بقولي أتحدث عن مخبري (مخبر العوالق) توجد فيه وحدتا استزراع لا تقل من ناحية التجهيزات عن المخابر العالمية، حيث كنت قد عدت من ألمانيا لأجهز مخبري بمثل ما فيها، وقد كلف الجامعة مبالغ لا يستهان بها فكيف لنا أن نهدرها ونتركها؟
لا.. لم ولن أفكها ومن المستحيل أن أخسر الجامعة تلك المبالغ التي صرفت عليها والمبنى قابل للترميم.
وضعنا يعتبر غير طبيعي في كلية الزراعة والمياه فيها عذبة، أعمالنا وأبحاثنا وتجاربنا تعتمد على مياه البحر فاختصاصنا مياه بحرية ولا بد من توفرها بين أيدينا سواء في الطلعات الحقلية أو التجارب المخبرية لا نستطيع أن نبتعد عن البحر أو نستغني عن مياهه كما حال المعاهد العالمية، لقد تجولت في بلاد كثيرة وقصدت أكثر من عشرين معهداً بحثياً في العالم، ولم أر أي منها داخل مدينة أو بعيداً عن البحر، خاصة أنه لدينا بحث مونوتوري أي أبحاث مراقبة وبرامج ضمن خطتنا وقد أخفقنا فيها وكثير من الأبحاث قد توقفت.
عادت بقولها: نادوا علينا بأننا نخاطر بحياتنا لكنه تهويل للأمر، وظنوا بأن المبنى يمكن أن يقع فوق رؤوسنا وهذا بعيد عن المنطق فنحن الأعلم والأدرى بحاله فنحن نقصده كل يوم ولن نفرط به فهو أيضاً أحد منجزات الحركة التصحيحية، وهنا نناشد المسؤولين في الجامعة والإدارة الهندسية وغيرهم إلى متابعة الأمر، والسيد رئيس الجامعة مشكوراً وعدنا خيراً ونحن متفائلين.
وأشارت إلى مكانهم في الجامعة فقالت: وضع المعهد في كلية الزراعة مزرٍ وغير مرضٍ فلم يعد لدينا مكاتب ولا مخابر اختصاصية، إذ نجتمع في مخبر واحد بجميع الاختصاصات ولا يفي بالغرض، لدينا مشكلة حقيقية وقوية بالمكان وعدد الغرف والمخابر و.. فقسم البيولوجيا لوحده يوجد فيه 14 أستاذاً والكثير من الطلاب، لكن كل هذه الإشكالات لم توقفنا عن العمل البحثي الذي يقوم على حسابنا في كل شيء صحتنا ووقتنا وتنقلاتنا .. ولا أود أن أشير إلى الأمور المادية والصرفيات، رغم المكان الذي يضيق بنا وأعدادنا قليلة بالنسبة للمعاهد الأخرى فإن إنتاجنا من الأبحاث كبير ولطالما الجامعة شكرتنا عليها.
واختتمت الدكتورة فيروز حديثها قائلة: كنا نعيش برفاهية في معهدنا على الشاطئ حيث الوفرة بالأعمال ومستلزماتها وحاجاتها التي تحتضنها مخابر ومكاتب واسعة بالإضافة للمتحف الذي يرقى بأجمل ما يكتنزه بحرنا وشاطئه ويستكين في البهو بتشكيل فني بهي وعملة نادرة، وضعنا هنا غير طبيعي ، والطبيعي في معهدنا الأصيل، ونحن ننتظر اليوم الموعود بفارغ الصبر، ولا بد أن نرجع يوماً.
تشققات ودلف لا يستوجبان الهجر!
الأضرار ليست خطيرة
الدكتور سائر صليبة، رئيس الدائرة الهندسية والخدمات في الجامعة: أشار إلى أن المعهد ترك لفترة طويلة لكن دون إهمال، وكما يعلم الجميع أن موقعه على البحر مباشرة هو ما أثر في البناء، غير أن الأضرار ليس كما وصفها البعض خطيرة أو كبيرة وإنما يمكن المعالجة والترميم وقد شكلت الجامعة سابقاً لجنة مؤلفة من ثلاثة أساتذة اختصاصيين في الهندسة المدنية وقاموا بدراسة المبنى (دراسة ترميم وتدعيم المبنى العالي للبحوث البحيرة لجامعة تشرين) عام 2011وتم تحديد أماكن الضعف والتخريب إن كان في البنية الإنشائية أو التحتية صحية وكهرباء و.. وخلصت لمجموعة من التوصيات، الدراسة جمعت في 97ورقة فيها المخططات والجداول والتجارب المخبرية والمشاهدات العينية والملاحظات، وكانت أن ألحقت بالتفاصيل والجزئيات، فكانوا أن قاموا بحساب للكميات وكشف تقديري لهذه الأعمال وتكاليفها لإعادة البناء للخدمة والاستثمار، وبقيت النتيجة واضحة جلية بأن المبنى صالح وسليم، وكانوا أن وضعوا برنامجاً لتطبيق هذه الأعمال لكن الأزمة التي ابتلت بها البلاد جاءت على الأمر بالتوقف لحين، اليوم نعود لفتح الباب موسعاً لموضوع المعهد وبتوجيه من السيد رئيس الجامعة، ولا أعرف التفاصيل القانونية والإدارية وإنما أتحدث بما يخص الدائرة أعدنا تشكيل اللجنة بذات الأساتذة الذين قاموا بالدراسة وتقصدنا ذلك فهم على دراية واسعة بحال المعهد، ليبينوا لنا إذا تراجع وضع المعهد وازداد البلاء فيه، أما أن الدراسة ما زالت تنفع لترميمه وإعادة تأهيله؟ وتبين بعد قصدهم المبنى والكشف عليه أنه ما زال بالإمكان ترميمه ولو أن المساحة المتضررة توسعت نسبياً بدرجات، وما يوقفنا اليوم أن الدراسة السابقة 2011 كانت عليها الأسعار منخفضة أما اليوم فهي ما يجب ضربه بعشرة أضعاف، لكن الدراسة التأهيلية والتدعيم لا زالت منطقية وصحيحة. يوجد حالياً تأكيد وتشديد من السيد رئيس الجامعة على إعادة تأهيل هذا المبنى والاستفادة منه، فليس له بديل من حيث الموقع والقيمة العلمية والبحثية والمكانة التاريخية كمركز بحثي بحري متقدم ليس له مثيل في الشرق الأوسط وعلى مستوى عالمي، ولطالما كان مقصد باحثين عرب وأجانب، ولا نتخلى عنه فهو كغيره من المراكز البحثية والكليات التي تحتضنها الجامعة، كما أنه يوجد توجه اليوم في الجامعة من القيادة الإدارية والسياسية بتطوير الجامعة، ونحن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لا نعتني بتعليم الطالب فقط بالمرحلة الأولى وإنما فيما بعد من تعليمه والبحث العلمي وتطويره، في هذا الأسبوع وبتوجيه من رئيس الجامعة نبحث عن الصيغة التي نتوجه فيها للمؤسسات الحكومية وطريقة للتواصل مع الشركات الحكومية التي لها صلة وعلاقة بعمليات إعادة الترميم، وقد شكلنا لجنة لدراسة العروض الفنية والمالية ودفاتر الشروط وإن شاء الله يكون خيراً فكل هذا يحتاج أن يكلل بموافقة الوزارة.
طرق مسامعنا صوت من وزارة السياحة وغيرها يريدون المعهد لأجل غاية استثمارية بفندق ومنشآت ومنتجعات طرح في ملتقى الاستثمار السوري الأول 2017 فهل صحيح؟ رد سريعاً لم أكن في تلك الفترة وليس لدي دراية بأمورها المالية والقانونية، لكن أؤكد بأن الجامعة لن تتخلى عن المبنى لأنه صرح علمي بحثي ومهم وايضاً حضاري ونحن نسعى لتطوير المراكز البحثية للجامعة ونحافظ عليها حيث لدينا مراكز أخرى في بوقا وفيديو و.. لا يمكننا التخلي عن أي منها.
أما سؤالنا عن قيمة الأعمال قال بوضوح بينِ: الأعمال كبيرة والمشكلة ليست محصورة بالتمويل فقط، المشكلة التي وقفت كجدار بيننا هو الأزمة كما قلت وكانت صعبة، ونحن اليوم إذا لم نجد التمويل، فنحن قادرون على البحث عنه، فالوزارة متجاوبة وأيضاً الحكومة، وليس من أحد واقف ضدنا في الأمر، ونحن مع القانون والنظام ويشكل موضوع المعهد العالي للبحوث البحرية من أولويات اهتماماتنا، سورية قادمة على مرحلة إعمار ومن المعيب ألا يكون لدينا بحث للبيئة البحرية في سورية ونحن نتربع على البحر، ونرى غيرنا ينتج ما يشاء، الجامعة لها تاريخها وأمانة وضعها القائد الراحل حافظ الأسد بين أيدينا لأجل أبنائنا، والمركز يجب أن يعاد لألقه السابق ومكانته.
لم نتخــــــلَّ عن المعهـــــــد
نحن لم نتخل عن المعهد رغم أن وضعه اليوم سيئ بعد سبع سنوات هجرة، لكن يوجد حراس عليه ولدينا بعض الطلاب والباحثين وليس جميعهم (كيميائيين وبيولوجيين) ينزلون مع أساتذتهم إلى المكان ليقوموا ببعض التجارب التي تمكنهم من أخذ عينات مباشرة من البحر، أما غيرها للتحليل والدراسة تتم في مركز المعهد الجديد حيث نقلنا بعض المخابر، وبقي معظمها في مكاننا الأساسي وهو بناء معهدنا ومركزنا بخمسة طوابق يحتضن مكاتب للباحثين وأخرى للإداريين وأيضاً المعرض الدائم البيولوجي وقاعة المؤتمرات التي تكلف أعمال ترميمها 10ملايين ليرة سورية.
شتان ما بين هنا وهناك حيث كانت البنية التحتية مكتملة كما كان لنا الاستقلالية والتفرد بمبنى واحد، لكن في المبنى الجديد صار لكل من البيولوجيا والكيمياء مخبر واحد فقط كما أن الأجهزة الكبيرة في مخبر مركزي واحد تستخدمه أقسام كلية العلوم كافة فمعهدنا يخدم كل الجامعة حالياً لتوفر بعض التحاليل التي يفتقونها في مخابر كلياتهم، ويتابع: عندنا 8 طلاب دكتوراه و50 -60 طالب ماجستير باختصاصاتهم الموزعة بين قسم البيولوجيا البحرية وقسم الكيمياء البحرية وقسم الجيولوجيا البحرية ولدينا قسم رابع الفيزياء البحرية هو في مرحلة التطور وله علاقة بالجيولوجيا وهذا القسم ليس فيه أي طالب والتدريس فيه يتطلب مدرسين اختصاصيين ولا يوجد عندنا غير مدرسة اختصاصية واحدة وزميل آخر لكن اختصاصه رياضي بالفيزياء البحرية، لكن لدينا بيولوجيا بحرية وأعضاء التدريس كافية وفيها عشرة، وبالكيمياء ثلاثة مدرسين وفي الجيولوجيا اثنين لكن دكتور واحد في الجيولوجيا وفي الكيمياء لدينا معيدين نالوا الدكتوراه بإيفاد داخلي خلال هذه الحرب حيث كان من الصعب الإيفاد الخارجي، ولدينا اليوم موفد بالبيولوجيا لأجل الدكتوراه.
هدى سلوم