الوحدة: 21-4-2021
في مسابقة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، حصد كتاب (الذي طارت منه الكلمات) للكاتب مهند العاقوص ورسوم أميرة التابعي، جائزة أفضل كتاب للطفولة لعام2021 وهو كاتب وشاعر سوري من مواليد 1983، له عدة إصدارات في أدب الطفل والناشئة، وحاصل على جوائز عديدة منها جائزة أفضل قصة قصيرة للأطفال عن قصته (أنت صرصار أيضاً) في عام2010 وعن هذا الفوز قال الكاتب مهند العاقوص عبر صفحته على الفيسبوك: منذ البداية آمنا أن قلوب الأطفال أعشاش براءة، لذا صنعنا كلماتنا من ريش وأجنحة ومحبة، وطيرناها رسائل سلام وحمام وفرح، ولنا الفخر أن على يدينا جرى هذا العمل ماء به ينمو الزرع أخضر وتطيب الثمار…
وفي قراءة سريعة لأدب الكاتب والشاعر مهند العاقوص نستطيع القول إن كتبه هي الباب السحري الذى يؤدي إلى آفاق بعيدة من المتعة والخيال، ويسهم في تشكيل الفكر والوجدان عند أطفالنا، وقد تحدث عن رموز هذا العالم الرحب في أحد اللقاءات معه ، قائلاً: لدي الكثير من الكتب التي تخفي وراءها حكايات حقيقية حية، وأذكر منها على سبيل المثال كتباً أتمنى أن تشق طريقها نحو العالمية: هل أنت زيز؟ الفتى الذي ورث حذاء أبيه، الحمامة الكريمة، ياسمين وزهرة دوار الشمس، بائع الأحلام، جدائل خضراء…
وعن طفولته أشار الكاتب بالقول: طفولتي متواضعة جداً وغنية في آن واحد، وقد تزودت بالأساسيات الأولى من أرقام وحروف وأناشيد (سليمان العيسى) التي استيقظت في روحي منذ البداية، ولم تنم حتى اليوم، وأنا أكتب من أجل طفولتي ولأجل طفولة تشبه طفولتي، وطفولة أفضل لجميع الأطفال، بدأت الكتابة للطفل رسمياً عام 2011، ونشرت أولى قصصي في مجلة العربي الصغير، التي كانت البوابة نحو عالم الطفولة، وبعدها كتبت أولى وأجمل قصصي وهي (هل أنت زيز) التي تحدثت فيها عن قصة واقعية لا تخلو من خيال فيه، فوصلت إلى أطفال العرب، وفازت بمحبتهم قبل أن تفوز بجائزة في ذلك الوقت، لم أقرأ كتباً للأطفال باستثناء ما ورد في المقررات المدرسية، لذلك حين بدأت الكتابة للأطفال أدركت أنني أكتب بأسلوب مختلف عن السائد، بلغة شعرية وأفكار عميقة مركبة وخيال خصب جداً، وهذا ساعدني على الانتشار بسرعة، وما رأيته أن الطفل ينجذب للنص الذي لا يخاطبه باستسهال أو بلغة مدرسية أو تربوية ، فكلنا نملك القلم والكلمات، الريشة والألوان، الكثير منا يمارس أمنياته بأن يبدع، لكن البعض فقط يبدع فعلاً، وهذا ما يسمى استعداداً فطرياً، فقد كتبت في لحظة وجدانية، ثم سبحت مع تيارات عدة، حتى رتبت لي الأقدار موعداً مع الأطفال المكفوفين، ومن ظلامهم الخيالي الخلاق الجميل انطلقت نحو نور الطفولة وآفاقها.
الجدير بالذكر أن الكاتب مهند العاقوص كان قد عمل مدرساً في منشأة خاصة بالكفيفين، كما شغل أيضاً منصب أمين التحرير في مجلة أسامة للأطفال، وألّف أكثر من 150 كتاباً، وهو يسعى من خلال مؤلفاته للأطفال والبالغين (القصائد، والقصص القصيرة، والروايات) إلى نقل رسائل قيمية وتربوية بالاستناد إلى الوجوه التي رآها، والحكايات التي سمعها وعاشها فكانت حكايات بطعم الحياة وكانت الزاد الذي يستقي منه أفكاره، ليقدمه كزوادة غنية بالأفكار العميقة والمركبة واللغة الشعرية والقيم التي يرغب بإيصالها إلى كل طفل، سواء كإعلام مرئي أو قصة مكتوبة لتعرف طريقها إلى قلب الطفل وعقله بما احتوته من رسائل أدبية وتعليمية ورسوم إبداعية تساهم في بث الوعي، ورفع مستوى ثقافة الطفل العربي الذي هو بحاجة ماسة إلى رافد أدبي يعينه على مواجهة المفاهيم والتحديات التي تواجهه في هذا العصر.
فدوى مقوص