لمصلحة من؟

http://youtu.be/LqujKuNd0h0

الوحدة 18-4-2021

 

في السببيّة، حالة جدل بيزنطي: البيضة أوّلاً أم الدجاجة؟! نسأل سؤال المجتهد، فالسؤال خامل لم يعد يحمل الجواب في طياته.

ليت عمري،  ليتني أعرف جواب العارف، من أين تؤكل الكتف، أو حتى يا سعد كيف تورد الإبل؟!.

لمصلحة من هذا، أو من المستفيد؟. هل التهريب وليد حاجة انقطاع بعض المواد أم الانقطاع سبباً للتهريب؟

كان (الآفوبروست) دواء البروستات وصار (الآفودرات)، التركيبة عينها المصدر مختلف والسعر يمر في دهاليز السوق السوداء.

 فقدت المرأة الأمل بإيجاد الآفو بروست، وتقطّعت بها سبل إيجاد لو علبة واحدة بعد أن تناول زوجها آخر حبّة من علبة دوائه، كانت المفاجأة كالصاعقة، الدواء مقطوع من حوالي الشهر، لم يتحوّط الرجل الثمانيني بعلبة إضافية من  دوائه الأساس (آفو بروست) وها قد وقع المحظور.

توزّع أولاده على صيدليات المدينة في شوارعها الرئيسية وأزقتها الفرعية، وعبثاً، الجواب واحد الدواء مقطوع، (رجاء علبة من هنا أوهناك)، تقول صاحبة الصوت المبحوح، بعد أن لفّت ثلاثة أرباع المدينة جاءها من يسعفها بالبديل (آفو درات) بمواصفات وتركيبة الآفو بروست، لكنّه مهرّب، وبثلاثة أضعاف سعر المستورد، حشرجة خرجت من صدرها بعد أن علمت بسعره (اثنان وثلاثون ألفاًّ)، تكسر الراتب، بينما العشرة آلاف ليرة إلا كسور ثمن الآفو المستورد نظامياً، كانت تشق النفس.

(الآفو ومتممه) دواء لمرضاه مدى الحياة، لانقطاعه تأثير الفراشة الذي لا تعنيه نظريات الفيزياء ولا معادلات الكيمياء ولا إجازات استيراد أو جوازات عبور أو حواجز على الحدود!.

هو للأبدان وليس للعقول، التي تتحدّث كل اللغات، بينما الصحّة صماء عن سماع كل ما لا يخدمها.

كيف لمريض أن يعي انقطاع دواء يهبه الحياة، الخمسون ألفاً شهرياً لا تكفي البعض ثمن أدوية لا يمكنه الاستغناء عنها، فما بالك أن يفقد بعضها ويتعذر تأمينه ويُعجز عن دفع ثمن البديل؟

للتجار حنكتهم التي لا تشيخ عن تدبّر  أحوال السوق! يسوقون على هواه ويميلون على ليلاه ويعتاشون من بلواه.

لا مكان للفراغ على رفوف تفكيرهم ، غاب صنف يحضرون البديل، سراً جهراً من فوق أو تحت الطاولة لهم سراديبهم التي منها يمرون ويمررون ما يريدون ساعة يشاؤون، لهم سيئاتهم التي تذهب حسناتهم، بوصلة الربح توجّه نياتهم.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار