جارك بخير فأنت بخير

الوحدة 15-4-2021

 

جاءنا رمضان وجائحة الغلاء تجتاح عيشنا كما جائحة الثورة الالكترونية والنت وأهدافها في خرق قيمنا وسلوكياتنا، لكن كل ذلك لم يغير فينا .ولنا مقدرة على التسامح والتساهل والعفو والجود والكرم والسخاء عن طيب نفس وهي جزء ﻻ يتجزأ من اﻻنتماء اﻷصيل ليكون بيتنا الداخلي قوياً ولطالما مكننا من التصدي للفتن والمؤامرات وأغلق علينا باب الطائفية والعرقية ولنكون أسرة سورية تفيض بالوﻻء للوطن وقيادته الوطنية، وتشارك بالمسؤولية ونشعر سوياً بأننا جزء في بناء الدولة فتكامل عمل الكل في المجتمع الواحد بتجانس وانسجام ووحدة متناغمة استندت على التآخي والتسامح والجود وحققت السلم والسلام وجسر اﻻمتداد لحياة كريمة مع جارك وسابع جار وإن كان جارك بخير فأنت بخير ولن تنضب مائدة سوري إن كان في رمضان وغيره من اﻷيام . ولنا الحكمة والقدوة في قول السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في خطابه اﻷول أمام مجلس الشعب :(إن المجتمع باﻷساس هو الطريق الذي يسير عليها التطوير والتحديث في حقوله العديدة وأطيافه الشاملة) .

سما _مهندسة تقول :لقد فقدنا الكثير من مكونات المائدة السورية، ولم نفقد الحيلة في التدبير ( اللحمة والفروج والحليب ومشتقاته والسمنة)وأغلب هذه المواد باهظة الثمن بالنسبة لذوي الدخل المحدود وهي منتجات حيوانية وليس ﻷصحابها ذنب فلا استيراد. وأسعارها في السوق إن وجدت خيال ويبقى أمامنا خياران وحلان ولننظر بهما : اﻷول: أن نتأقلم مع الوضع الحالي لسوقنا ونصنع مائدة تبهج العين والقلب وتسر الخاطر بدون لحمة وجبنة ونعوض عنها بالبدائل من فول صويا وعدس وهي مواد جداً مفيدة ،وتعطي نفس النكهة كما هي رخيصة بالنسبة ﻷسعار اللحوم واﻷلبان ففي صوم المسيحيين نصنع ألذ وأروع الموائد بدون مواد حيوانية لمدة 50 يوماً متواصلاً ،والحل الثاني أن نعالج المشكلة من الجذر ونساعد في توفير المواد المفقودة أي نتجه لتربية الدواجن واﻷغنام من استطاع لها سبيلاً وخصوصاً بالريف ويكون علينا ذلك واجباً ﻻ خيار فيه . روﻻ عيد_ معلمة تقول : الفانيلا للحلويات التي أعشقها غالية جداً ولكن يمكن اﻻستعاضة عنها ببعض الطيبات ماء زهر أو عطرة وكانت والدتي تزرعها على الشرفة .ويمكن أيضاً اﻻستبدال بمادة أخرى من الجيران الذين لديهم المزيد من المواد والمنكهات مثلما كانت تحكي جدتي أنهم ينزلون للمدينة ويحملون ما فاض عنهم من أرزاق وطيبات ليستبدلونها بمواد وأدوات يحتاجونها كما كان يأتي لقريتهم بائع جوال فيأخذون ما يلزمهم من قماش وخيطان وحلوى وغيرها الكثير وبالمقابل يعطونه بدﻻ عن النقود البيض والدجاج بعض البرغل والطحين .وتعد تجربة ناجحة فيها تسويق وحلّ لبعض مشاكلنا المعيشية ،و ﻻ يمكن أن ننسى (سكبة ) من طبخة الجيران ،فيكون على المائدة عدة أصناف من جيران البناية . إن عمل أهل الجمعيات الخيرية واﻷهلية يشتد في شهر الصوم ورمضان وقد اعتادوا على تحضير وجبات اﻹفطار وتوزيع المواد الغذائية لكل محتاج مثل جمعية موزاييك .فمنذ تأسيسها وهي على نفس المنوال واليوم تقوم بتوزيع حصة غذائية مكونة من أربع مواد أساسية وجمعية (رعاية الطفولة والبر والخدمات اﻻجتماعية وسوا الخيرية وكبارنا و..) تسعى دائما إلى تقديم وجبات إفطار . إن الخير ﻻ يجفّ في عروقنا ولو جفت سبل العيش والحياة نرويها بطيب نفس وخاطر .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار